حوادث سقوط طائرات الرؤساء والمسؤولين كثيرة، وفي الكثير منها رسمت حولها لنظرية المؤامرة، وخصوصاً مقتل رئيس جمهورية إيران ابراهيم رئيسي والوفد المرافق له، غصّت مواقع التواصل الاجتماعي بالكثير من الأسئلة حول من المستفيد من هذه الحادثة، أو من يريد قتل الرئيس الإيراني؟ وإذا كانت إسرائيل، فماذا تريد من رئيسي وهي تعلم بأنه ليس الآمر الناهي في إيران، وماذا ستستفيد من قتله في ظل وجود مرشد اعلى للجمهورية يتحكم بكافة مفاصل الدولة؟
والأهم، عند كل حادثة او عملية اغتيال، تتجه الأنظار من قبل فريق الممانعة باتهام إسرائيل، لكن في حادثة رئيسي عمّ صمت المحور ما رسم أكثر من علامة استفهام، خصوصاً الطريقة التي تم فيها البحث عن رئيسي وموقع حطام المروحية.
تاريخ إيران ما بعد سقوط الشاه حافل بالاغتيالات السياسية الناجحة والفاشلة، والتي حدثت ما بين التيارات المتصارعة على السلطة من داخل النظام أو من خارجه، كما كان الحال مع محمد علي رجائي الذي لم يعمر طويلا في كرسي الرئاسة وتمت تصفيته مع رئيس وزرائه محمد جواد باهونر في تفجير استهدف مقرّ رئاسة الوزراء بعد أقل من شهر على تنصيبه في آب1981، كما أن فترة حكم محمد خاتمي كانت من بين أكثر الفترات التي شابتها سلسلة اغتيالات استهدفت معارضين سياسيين إيرانيين محسوبين على تياره الإصلاحي من قبل معارضيهم من التيار المحافظ، وكان خاتمي قد تعرض للتهديد بالاغتيال في حال ترشح للانتخابات الرئاسية أمام منافسه أحمدي نجاد والذي بدوره نجا من محاولة اغتيال بتفجير قنبلة يدوية أثناء مرور موكبه في إحدى الزيارات غربي البلاد في 2010، ليعود هذا الأخير في 2022 من خارج دواليب السلطة ويؤكد وجود مخططات من قبل تيارات فاسدة في السلطة تسعى لتصفيته أو إبعاده عن الحياة السياسية.
أما اليوم ومع حادثة مقتل رئيسي، فًتح الباب أمام من سيخلف المرشد، والفرضيات كثيرة خصوصاً أن نجل خامنئي هو المرشح الأبرز لخلافة والده في حملة توريث بدات مع منحه صفة “آية الله” عام 2022، وعندها خرجت الأصوات لتؤكد أن المرشد يريد توريث نجله.
ومن المعروف أن رئيسي كان يطمح لكرسي المرشدية في إيران، وبات يعمل بجهد عن طريق السياسة الخارجية لترويج نفسه على أنه يصلح للمرشدية، وانه قادر على الجمع والزوج بين منصب المرشدية وسياسة إيران الخارجية التي يجب ان تكون منفتحة على العالم الخارجي عبر سياسة جديدة تتيح لطهران نهج جديد مع الخصوم قبل الحلفاء، وهذا كان يقلق تيار المرشد خامنئي ونجله الطامح الذي يحكم قبصته على الحرس الثوري الإيراني.
الأيام المقبلة ستعطينا الأجوبة الكافية، ليس عبر التحقيقات، بل عبر سلوك نجل خامنئي مجتبى خامنئي لنعلم وقتها ونسأل، هل قّتل رئيسي “على طريق خلافة المرشد”.