الأثنين 11 شعبان 1446 ﻫ - 10 فبراير 2025 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

قرارت بايدن بشأن غزة لن تؤثر على حظوظه الانتخابية

اعتبرت المناظرة الاولى بين الرئيس الاميركي جو بايدن والرئيس السابق دونالد ترامب ، الامتحان الاول لحظوظ الأول بالعودة إلى البيت الأبيض والضربة الموجعة التي تسببت في فارق كبير بينه وبين خصمه في نسب التصويت حيث نال ترامب وفق الاستطلاعات ما يقارب ال 67٪؜.

حاول الرئيس بايدن مقارعة خصمه في كافة الملفات لكنه عجز  عن تقديم نفسه لولاية ثانية لعدة أسباب، وفي رأس القائمة عجزه عن إظهار قدرته الجسدية والفكرية التي نالت قسما كبيرا من التعليقات في الصحف ومواقع التواصل، ولم يستطع انتشال إدارته من المآزق التي تناولها ترامب إن على صعيد الحروب والنزاعات التي اشتعلت خلال ولايته وعلى رأسها الحرب الاوكرانية الروسية مرورا بالتعرض للقواعد الاميركية في العراق وسوريا وصولا إلى حرب غزة التي تمكن من خلالها رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ابتزاز بايدن رغم انعدام الكيمياء بين الرجلين، إلا أن الأخير رضخ للأمر الواقع في محاولة لتحقيق أي انتصار يمكن ان يحمله في جعبته ليواجه فيه الخصم الانتخابي، فمعظم محاولاته باءت بالفشل وهو الذي كان يعول على استكمال مفاوضات الملف النووي الايراني الذي توقف بعد موت الرئيس الايراني إبراهيم رئيسي، كما ان محاولاته لفرض هدنة بين الكيان وحماس من جهة و ” حزب الله ” من جهة أخرى وصلت إلى أفق مسدود رغم ان العديد من المعطيات مازالت تعول على بعض الوساطات لتجنيب منطقة الشرق الأوسط الحرب المدمرة.

في موضوع الانتخابات الاميركية والمناظرة الاولى التي شاهدناها بين بايدن وترامب يرى المستشار السابق في وزارة الخارجية الاميركية حازم الغبرا انها تؤكد على ان المواضيع الاساسية بالنسبة للناخب الأميركي هو الاقتصاد ويأتي في سلم الأولويات والقدرة الشرائية له، كما للأمن الداخلي لناحية الحدود والهجرة غير الشرعية.

ومن الواضح عبر استطلاعات الرأي أن موضوع الحرب في غزة ومسألة الشرق الأوسط بشكل عام هو ثانوي بالنسبة للناخب الأميركي رغم انه يصب في موضوع اكبر وهام، هو القدرة الاميركية في توجيه قوتها نحو أهداف تفيد مصلحة المواطن الاميركي ودولته. يبقى هذا الموضوع غير أساسي وقرارت بايدن بشأن غزة لن تؤثر على حظوظه الانتخابية، فقط في حال تمكن من فرض اتفاقية سلام قد يستعمل هذا النجاح كمثال على قدرته في تحقيق انجازات على هذا المستوى في وقت يبدو فيها خال الوفاض وغير قادر على تحقيق نجاح ان على الصعيد السياسي او العسكري او الاقتصادي.

ويختم الغبرا بالإشارة إلى ان ما يحصل في غزة لن يحدد مستقبل البيت الأبيض ومن سيدخل مكتبه البيضاوي، لافتا إلى ان الوقت لم يعد متاحا لبايدن لتحقيق اي شيء ملموس، مع الإشارة إلى ان تاريخ الرئيس الاميركي السابق ترامب يعتبر أكثر مواءمة وبمعنى آخر اكثر أهمية كونه عايش أحداث المنطقة وتفاعل معها وكان واضحا تجاه مجريات الأحداث فيها.