لم تجتمع كيمياء رئيس “التيار الوطني الحر ” الوزير السابق جبران باسيل بالنائب الآن عونإابن شقيقة الرئيس السابق ميشال عون، الذي لا يأمن لمستقبل تياره الا بين يدي صهره باسيل، وكان واضحا منذ عودته الى لبنان عام ٢٠٠٥ وخوضه الانتخابات النيابية، أن مفاتيح القرارت في ” جيب” جبران الذي لم يبخل بتقديم الطاعة لعمه في جميع المناسبات، وكانت قمتها يوم توجه الى عمه بعد انتخابه رئيسا للتيار بالقول “اركع امامك انا ورفاقي لنرفع رأسك بنا دوما، فلتباركني أنا لا لأكون مكانك لأنه لا أحد يملأ مكانك ” وهو حقق هذا الفوز مع انسحاب أو “ازاحة” النائب الآن عون من السباق بطلب من خاله وفق ما ورد في بيان اصدره حيث دعا الى تجاوز المرحلة ” نزولا عند رغبة الجنرال وثقتي المستمرة لشخصه”.
لم تنتهي معركة جبران مع من يمكن ان يشاغب على طموحاته وأحلامه حتى من باب الانتقاد او محاولة الالتفاف على تحالفاته وتسوياته ان كانت مع الحلفاء او الاخصام وهو ما نجح به الآن عون من خلال تماهيه مع العديد من الشخصيات السياسية حتى تلك التي لا تتوافق بالرأي مع التيار ، حيث ابقى تواصلهم مع الجميع لانه كان مدركا ان باسيل سينسج له نهاية حتمية لمسيرته “العونية” التي دقت ساعتها بعدما تراكم الغضب الباسيلي عليه ، عندما حاول المزايدة من حسابه تجاه رئيس الوزراء السابق سعد الحريري بتأكيده على محبته الاخير متوجا اياها بعبارة “ناطرينك”، يضاف اليها علاقته بالوزير السابق سليمان فرنجيه .
عندما أشيع خبر امكانية فصل عون من التيار تضاربت المعطيات حول موافقة الرئيس عون على هذا القرار وحملت المسؤولية لمجلس الحكماء واستدعي الان عون للمثول امامه لكنه لم يحضر وتمنع مرة ثانية ، فهو يدرك أن توقيع الفصل سيكون بقلم باسيل.
من خلال المعطيات التي توفرت مؤخرا فان الاستدعاء وضع على نار خفيفة وبتعبير آخر جمد الى أجل لا يمكن تحديد توقيته لان فصل الان عون لا يمكن مقارنته بما حصل مع ماريو عون وزياد اسود وآخرهما الياس بو صعب لعدة اسباب منها ما يرتبط بصلة القرابة وأخرى ترتبط بالانتخابات النيابية في بعبدا ولن كانت خسارة التيار فيها كانت فادحة من ٣ نواب الى نائب واحد حصد فيها الان عون ما يقارب نصف الاصوات منفردا وان الاسماء المطروحة كبديل عن الاخير لا بد وان تحتاج لرافعة الثنائي ولذا يحاول باسيل انعاش علاقته مع رئيس مجلس النواب نبيه بري وكانت زيارته لجزين والتودد للنائب إبراهيم عازار أمراً محتوماً انا له من أهمية للرئيس بري في هذا القضاء.
في الختام، عملية فصل جبران لعون لن تحقق له ربحا لان الخسارة ستقع على الاثنين معا، وهنا يطرح السؤال هل سيكون هناك فصول اخرى لعمليات الطرد ومن سيكون التالي؟!