يعود المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان إلى لبنان بعد غياب ٥ أشهر عن الملف اللبناني فرضه تحرك اللجنة الخماسية بدفع عربي وأميركي باتجاه الأحزاب والتيارات اللبنانية، أثمرت نتائجه البيان الذي صدر عقب اجتماع أعضاء اللجنة في السفارة الاميركية في عوكر ارتكز على بنود باتت من ثوابت تحرك المجموعة الدولية مع فتح الباب لمرشح ثالث.
تتزامن عودة لودريان إلى لبنان مع تحرك قطري باتجاه الأطراف اللبنانية حيث استقبلت الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ونجله الرئيس الحالي للحزب ورئيس اللقاء الديمقراطي تيمور جنبلاط.
زيارة جنبلاط للدوحة جاءت بناء على دعوات وجهتها قطر لبعض الأطراف والأحزاب اللبنانية وسيكون للقوات اللبنانية مشاركة في هذه اللقاءات من خلال وفد نيابي وفق بعض التسريبات الإعلامية. هذه اللقاءات تبدو لافتة من حيث الدور القطري الذي أعاد إلى الاذهان المفاوضات التي جرت في الدوحة مايو /٢٠٠٨ توجت باتفاق عرف ب”اتفاق الدوحة” الذي أنهى أزمة سياسية دامت ١٨ شهرا شهدت بعض الفترات منها أحداث دامية.
يرى قطب معارض أن ظروف “اتفاق الدوحة ” آنذاك لا يمكن إسقاطها على الوضع الحالي إن على الصعيد الداخلي حيث المواجهة على أشدها بين المعارضة والثنائي “حزب الله وحركة أمل” لناحية ما يجري في الجنوب وربط معاركه بهدنة غزة، أو على الصعيد الخارجي حيث بات الملف بعهدة ٥ دول لارتباطه بما يجري في غزة وسوريا والعراق، وإصرار حكومة الحرب الإسرائيلية التي يرأسها بنيامين نتانياهو على القضاء على “حماس” رغم الحديث عن عودة المفاوضات بينهما، إلا ان التصعيد العسكري المتبادل ينذر بفشل المفاوضات.
كما أن الاجتماع الذي عقد في طهران وجمع الفصائل والأحزاب الموالية لإيران على هامش المشاركة في تشييع الرئيس الايراني إبراهيم رئيسي والإصرار على استمرار المواجهة في غزة وفي حضور نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم قد لا تفسح المجال لاي مسعى، إن على صعيد التهدئة عند الحدود الجنوبية او الاتفاق على حلحلة في الملف الرئاسي.
انطلاقا مما ذكره المصدر لا يمكن الرهان على زيارة لودريان التي يرى البعض انها تدخل في إطار إبقاء خطوط التواصل مع جميع الأطراف لاسيما محور الممانعة وهو ما يبرر حصر لقاءات لودريان بالمحور المذكور ومن يدور بفلكه، في ظل غياب عاموس هوكستين المبعوث الاميركي للرئيس الاميركي جو بايدن عن ساحة المفاوضات والتي قد لا نشهد عودته في وقت قريب بعدما اقترب موعد استدارة بايدن باتجاه الداخل الاميركي لمواجهة خصمه الرئيس السابق دونالد ترامب ومحملا بملفات الشرق الأوسط والملف النووي الايراني الذي تعرض لانتكاسة مع بدء الجولة الثانية للمفاوضات غير المباشرة بين البلدين بمصرع رئيسي ووزير الخارجية حسين امير عبد اللهيان.