الأحد 26 شوال 1445 ﻫ - 5 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

أفق الانتخابات الرئاسية مقفل إلى أجل غير معلوم!

تفرملت اندفاعة المبادرة الفرنسية رغم تبدل الوجوه التي كلفت إنجاح رؤية الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لناحية دعم خيار مرشح الثنائي “حركة امل” و”حزب الله” الوزير السابق سليمان فرنجية، اثر الزيارة الأخيرة للموفد الرئاسي جان ايف لودريان الذي كان يعول على ديناميكيته وخبرته في هذا الملف لناحية المامه بأدق تفاصيله، لكن رياح الأخير لم تجر كما تشتهي مراكب ماكرون التي تريد ان ترسوا في الساحل اللبناني الممتد من مرفأ بيروت وصولاً الى الناقورة، من خلال التعاون مع الثنائي، فتخلت عن امومتها التاريخية لموارنة لبنان، وشكل هذا التخلي محطة مفصلية في تاريخ لبنان عامة والمسيحيين خاصة، الذين تمردوا على من كانت تحظى بلقب “الام الحنون” ووقفوا في مواجهة ما تريد فرضه خدمة لمصالحها وطموحاتها الاقتصادية .

شكلت زيارة لودريان الأخيرة للبنان وفق مصدر معارض، الانتكاسة الأولى العلنية للمبادرة الفرنسية لما للموفد من أهمية على صعيد قدراته في في تدوير الزوايا وابتداع الحلول التي تؤدي الى إزالة بعض الاسلاك الشائكة امام مبادرة ماكرون، لكنه ادرك في ختام زيارته ان المرحلة الحالية لا تشبه المراحل السابقة، ولم تعد لفرنسا القدرة او “المونة” على الفريق السيادي بشكل عام والمسيحي بشكل خاص، الذي ادرك ان الإدارة الفرنسية اليوم تبدل نهجها نتيجة عدة عوامل منها ما يتعلق بغياب “الديغوليين” عن الواجهة، والفوضى التي تعيشها ساحتها نتيجة الأوضاع الاقتصادية القاسية التي تفاقمت بعد الحرب الروسية – الأوكرانية.

اما الانتكاسة الثانية التي ضربت المبادرة الفرنسية وقيدتها، جاءت رباعية خلال اجتماع اللجنة الخماسية في قطر، الذي انطلقت منه عدة مبادرات لناحية الحوار والتفاوض مع الأطراف الخارجية التي ترتبط بها أحزاب الممانعة وعلى رأسهم ايران، وبذلك فقدت فرنسا أحادية القرار لناحية الإصرار على فرض مبادرتها بسيناريوهات متعددة، كون المعضلة لا ترتبط فقط بإنهاء الفراغ الرئاسي، انما ببرنامج الرئيس الذي يفترض ان يكون سيادياً لا يخضع لسيطرة محور الممانعة ويكمل مسيرة الرئيس السابق ميشال عون.

وينهي المصدر كلامه بالإشارة الى ان التعويل على نتائج تحرك اللجنة الخماسية يحتاج الى صبر استنفذه اللبنانيون حتى الرمق الأخير، لكنهم يدركون ان التعويل على انتاج رئيس بصناعة محلية غير متوفر كما في المراحل السابقة لاسيما وان الثنائي مازال مصراً على ورقة سليمان فرنجية ولن يسقطها ما لم يحصل على ثمنها الذي يثبت وضعه، وبانتظار حلول شهر أيلول سيبقى الحذر مسيطراً عند جميع الأطراف، يضاف اليه نوع من التثبيت الهادئ لأقدام المرشحين المحتملين والممكنين، تترافق مع تهدئة للوضع المالي والاقتصادي ترافق مرحلة الفراغ والوقت الضائع لحين يتظهر التفاعل مع مواقف المبادرين من اللجنة الخماسية، والموقف الفرنسي لناحية خروجها من مبادرة ثنائية فرنجية نواف سلام ، لاسيما وان إدارة ماكرون ايقنت ان محاولتها دفع الافرقاء الى الحوار مازالت مرفوضة من فريق المعارضة وساقطة سلفاَ، وهذا ما يفرض التهدئة بانتظار الإشارات التي سترد من تحرك الأطراف الخمسة.

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال