الأثنين 27 شوال 1445 ﻫ - 6 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

أوساط دبلوماسية: المواجهة الإسرائيلية مع "حزب الله" ستكون محدودة في الزمان والمكان

يبدو أن الجمود سيظل مسيطراَ على الساحة اللبنانية بانتظار التطورات في قطاع غزة وهو أمر بات محسوماً كونه بات يرتبط بشكل وثيق في نتائجها بعدما دخل “حزب الله” على خط معاركها من الجبهة الجنوبية.

مصدر متابع للحركة الداخلية المرتبطة بالاستحقاق الرئاسي الذي تحرك مياهه الراكدة من حين الى آخر، يعتبر الى انه في حال وصلت الأمور في غزة الى الحسم شبه النهائي عندها سيكون التعاطي بشكل آخر مع لبنان، وان ذهبت الأمور باتجاه هدنة دون حسم كبير من المنظار الإسرائيلي سيكون هناك مقاربة أخرى للوضع على الساحة الداخلية اللبنانية.

ويتابع المصدر ان التركيز اليوم على الوضع الجنوبي انطلاقا من إنه إسرائيل كما توحي معظم الأجواء الدبلوماسية الغربية في لبنان ، انها جدية جدا بتهديداتها ، وتعتبر ان قيادة أي عملية عسكرية لـ”حزب الله” لإبعاده إلى شمال الليطاني في الجنوب اللبناني لا تعني بالضرورة مواجهة واسعة مباشرة وحرب مع إيران، لأنها ستكون محدودة في المكان ومن المفروض في الزمان أيضا، وبالتالي لا تستهدف إلغاء حزب الله بل منعه من العودة إلى إطلاق الصواريخ والعمليات على إسرائيل ، خصوصا أن الأمريكيين كما يبدو ،على استعداد لتقديم ضمانات بالنسبة لتطبيق القرار 1701، وليس بالنسبة لحل بعض النقاط الإشكالية التي يطرحها “حزب الله” مثل “ب1″ والنقاط ال13 ومزارع شبعا كفرشوبا، لأن القرار المذكور ينص في الأساس على تهدئة الوضع في الجنوب وتكريس الخط الأزرق بانتظار الحل النهائي للإشكالية اللبنانية الإسرائيلية، وبالتالي ان موضوع مزارع شبعا ليس له علاقة بالقرار 1701 المطروح تطبيقه من الجانبين.

ويرى المصدر ان الخشية من عملية إسرائيلية عسكرية تنحصر عملياً بجنوب الليطاني ولو إنه قد تشمل اعتداءات وغارات على بعض المواقع الأخرى خارج جنوب الليطاني ، علما ان الفرنسيين أوحوا في الفترة الأخيرة بأن التعويل يرتكز على الموقف الأمريكي بعدما ضاقت حرية تحركهم لترتيب مفاوضات وتقديم طروحات بالنسبة للوضع الجنوبي.

انطلاقا مما ورد يبدو ان الوضع الجنوبي العسكري والأمني والسياسي بات بيد الأمريكيين تقريبا بشكل شبه حصري، بينما الفرنسيين يتابعون الأمور من خلال اللجنة الخماسية مسألة الاستحقاق الرئاسي بالتنسيق مع الأمريكيين أصحاب كلمة الفصل، ولكن الحراك الدبلوماسي بالنسبة لا بأس بها يستمر مع الفرنسيين.

ان الواقع الراهن وفق المصدر يعكس ما يلي:” مخاوف من تصعيد كبير من الجنوب تقوده إسرائيل ردا على التصعيد الذي يوجهه “حزب الله” نحو العمق الإسرائيلي ، وبالتالي ما يفهم من هذا الأمر إن إيران تلعب على “الحافة”، لأنه يبدو إنه أزمتها الاقتصادية والمالية ليست لها معالجة او حلول ولو نسبية، فضلا عن انها باتت تستشعر انها شبه معزولة في المواجهة ، بضوء الموقف الروسي الذي لم يبدي أي تعاطف جدي معها او أي إشارة دعم في الميدان السوري حيث تنتشر القوات الروسية بكثافة وفاعلية ، كما أن الصين تحاذر جدا الدخول في أي نزاع تحت عنوان دعم إيران أو حتى تفهم موقفها لأن التجارة الصينية تأثرت بشكل خاص مع أوروبا نتيجة العمليات التي ينفذها “الحوثيون” في البحر الأحمر وبحر العرب.

من هنا فإن الموقف الإيراني يفضل حصر المواجهات في الساحات المحلية من جنوب لبنان الى اليمن وسوريا، وان تطورت الى تصعيد كبير فهو لا يريد أي انجرار إلى حرب مباشرة مع الأمريكيين أو مع إسرائيل ومن هنا يمكن فهم التهدئة الملفتة على الساحة العراقية، لان أي تصعيد فيها يعني نقل الحرب والمواجهة إلى الحدود الإيرانية الغربية مباشرة وهذا ما لا تريد طهران بعد الخسائر التي منيت بها على صعيد الاستهدافات لأبرز قياداتها في سوريا والعراق ولبنان.

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال