الثلاثاء 20 شوال 1445 ﻫ - 30 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

أيهما أهم لإيران.. الرد أم مستقبل العلاقة مع واشنطن؟

تطرح أوساط ديبلوماسية غربية أكثر من علامة استفهام حول الظروف التي تم فيها اغتيال اسرائيل لقائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في سوريا ولبنان محمد رضا زاهدي في سوريا، وحول الاحتمالات أمام إيران بالرد على ذلك وكيف، وما اذا كانت ستفضل عدم الرد وحصر ذلك بصورة فولكلورية تماماً كما فعلت لدى اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني، وسط إحراج كبير تواجهه طهران.

ومع أن المصادر لا تقلل من أهمية الربط بين اغتيالات القادة من جانب اسرائيل ان في لبنان أو سوريا أو غزة وبين المؤشرات التي لا تستبعد وجود تبادلية معينة من تحت الطاولة وبطريقة غير مباشرة للحصول على ثمن ما نتيجة التخلي عن القيادات التي باتت تشكل عبئاً على من يحميها. اذ أن استهداف القيادات وبهذه السهولة من جانب اسرائيل بات لافتاً.

وبالتالي، قد تكون إيران في مرحلة معالجة العبء الذي يشكله هؤلاء عليها، وفقاً للمصادر، في توقيت تعمل من خلاله للخروج من النزاع، عبر تقديم شيء من تحت الطاولة على سبيل خدمات ما، قد يكون التراجع في الضغوط الدولية لتنفيذ القرار 1701. فلجأت الى رفع الغطاء عن هؤلاء لا سيما وان من قتل هو رجل أمن ويعرف جيداً كيفية تحصين نفسه، تماماً مثله مثل الذين قتلوا في السابق من سليماني الى نائب رئيس “حماس” في الضاحية الجنوبية، وقبل ذلك القيادي في الحزب مغنية الذي اغتيل في سوريا.

لماذا يتم اغتيال قادة ليسوا لبنانيين ولا سوريين. ولماذا تم استهداف زاهدي في سوريا وما أهمية موقعه استراتيجياً. وعليه هناك ثلاثة لاءات ستبقى تحكم الوضع بين اسرائيل وإيران مروراً بحلفاء كل منهما، بحسب المصادر: لا توسيع للحرب على غزة لتشمل دولاً أخرى، لا رد إيراني جوهري على اغتيال زاهدي، ولن يسرق أحد عزة الغزاويين في الدفاع عن أنفسهم وفي مسار انتفاضتهم ضد الذل الجوع والقمع والاحتلال. إيران لن ترد لأنها تخاف توجيه ضربة داخل عمقها وأراضيها. وكل الحراك الدولي لتنفيذ القرار 1701 لن يفضي الى نتيجة حاسمة.

عندما تم تمرير التمديد لولاية قائد الجيش العماد جوزف عون، تراجع الحديث عن القرار 1701، والضغط الدولي لتنفيذه. وبعد ذلك، لدى اغتيال قيادي “حماس” في الضاحية الجنوبية، فضلاً عن عدم الانجرار الى توسيع الحرب تراجع أكثر بحث تنفيذ القرار 1701. التركيز الاسرائيلي على اغتيال قادة ليسوا لبنانيين ولا سوريين، بل فلسطينيين وإيرانيين. السؤال إذا كان الأمن هشاً في سوريا غداة الظروف التي يعاني منها النظام وتراجع قدراته، فهل الضاحية هشة أمنياً؟

إيران تدرس جيداً وفقاً للمصادر، مسألة الرد أو عدمه أو رداً رمزياً. إنما تركيزها يبدو على ما هو استراتيجي بالنسبة اليها بحسب المصادر وهو مستقبل العلاقة مع الغرب وفي مقدمته العلاقة مع واشنطن. فكيف سينعكس ذلك على أدائها وردود فعلها في المنطقة؟

إضافة إلى أن هناك اتصالات غربية مع إيران عبر القنوات الديبلوماسية وغير معلنة للتهدئة و عدم اللجوء الى رد فعل يؤثر سلبًا على استقرار المنطقة، وفقًا للمصادر، التي ترجح ان تبدي إيران حياله إيجابية مثلما أبدت إيجابية في المطلب الأميركي والفرنسي عدم المساهمة في توسيع الحرب على غزة.