الجمعة 17 شوال 1445 ﻫ - 26 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

الاجتماع الدرزي الثلاثي منفصل عن الحسابات الجنبلاطية الاستراتيجية

تسريبات وايحاءات متعددة تحدثت عن محاولة النائب السابق وليد جنبلاط العودة الى الساحة السورية لافتة الى ان هذا التوجه ينبع من هواجس “زعيم المختارة” بحصول صفقات واتفاقات دولية قد تعيد التوازنات الداخلية الى ما كانت عليه قبل خروج الجيش السوري من لبنان في نيسان 2005 .

بعض هذه التسريبات استند الى “تغريدات” جنبلاط في حين تحدثت معلومات اخرى عن زيارة سرية قام بها نجله تيمور الى سوريا كما انه تم الربط بين زيارة النائب طلال ارسلان والوزير السابق وئام وهاب الى السفارة قبل اللقاء الجامع يوم السبت المقبل الذي قد يكون تمهيداً لتقريب المسافة بين جنبلاط والنظام في سوريا.

مصدر متابع لهذه اللقاءات يؤكد انه رغم الخلافات والاحداث الاليمة التي طبعت العلاقة بين جنبلاط وارسلان ووهاب الا ان الاجتماعات الثلاثية بينهما تتكرر لكن لفت الى ان هذا اللقاء منفصل عن حسابات جنبلاط الاستراتيحية ويريد من خلاله تحصين الساحة الدرزية والوضع في الجبل عامةً، وهو لهذه الغاية سيقوم بزيارات متعددة ليس فقط لمرجعيات درزية، بل لمرجعيات مسيحية واسلامية.

واضاف المصدر انه لو كان جنبلاط يرغب بإعادة النظر بالعلاقات في سوريا لما احتاج الأمر لوساطة اطراف داخلية. فقد سبق للروس ان أبدوا رغبتهم بالمساعدة في تحسين علاقته مع أطراف سورية، لكن الأمر ليس في اولوياته، خصوصاً ان سوريا غارقة بهمومها. ولبنان يغرق شيئاً فشيئاً في الانهيار.

مصدر متابع لهذا اللقاء يؤكد ان الوضع الحالي لاسيما مع وجود ما يقارب المليوني سوري وفلسطيني يدعو الى الحذر من محاولة النظام السوري(او غيره) استخدام هؤلاء لاسيما من هم مازالوا على قناعتهم وموالاتهم للنظام واعدادهم ظهرت خلال الانتخابات والاشكالات التي حصلت معهم بعدما قاموا باستفزازات تعمق جروح اللبنانيين لاسيما من فقدوا احبتهم خلال الاحتلال السوري.

علماً ان الاوساط تقول ان الاجتماع الذي عقد بين وزير خارجية سوريا فيصل المقداد ووفد يمثل الأحزاب الموالية لسوريا في دمشق اثار مخاوف من وجود مقاربة سورية جديدة تجاه لبنان، تستند الى معطيات جديدة لم تكن في الحسبان.
ويتابع المصدر رغم ان النظام فقد السيطرة على مناطق كبيرة من سوريا وبات يتقاسم الجزء المتبقي مع اكثر من طرف لاسيما روسيا وايران الا انه مازال يملك القدرة على تحريك الساحة اللبنانية وبعثرتها واخافتها الا ان هذا الامر ستكون نتائجه “صفر” وستكون “زوبعة في فنجان” وسيتعين على سوريا ضبط اوضاعها الداخلية قبل محاولة اعادة “الزمن الغابر” الذي كانت تتحكم فيه في مفاصل الدولة ولا يمكنها الاعتماد على من وصفهم البطريرك الراحل مار نصر الله بطرس صفير “بالعملاء” وليسوا بـ “اصدقاء”.