الأثنين 26 شوال 1445 ﻫ - 6 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

الاعداد المرتفعة للمقترعين في بلاد الانتشار اعطت أملاً للشعب بالتغييّر

بعد تجاوز القطار الانتخابي محطاته الخارجية بنجاح وتسجيله ارتفاع كبير بنسب المشاركة في هذا الاستحقاق، تتجه الانظار الى محطته الاخيرة الداخلية يوم الاحد المقبل، والمتوقع بعدها ان يبدأ بالسير بإتجاه المسار التغييري المنتظر، على اثر الحماس الاغترابي وغير المسبوق الذي بات جليا بحيث تخطت ارقام المقترعين كل التوقعات، مما اعطى دفعا اكيدا للبنانيين بأن هناك امكانية لاحداث خرق كبير لصفوف السلطة، بعد اصابتهم ببعض الاحباط من خلال طريقة تشكيل اللوائح ودعوات المقاطعة من قبل البعض الاخر، اضافة الى اشاعة اجواء من التشكيك بأن تغييّر المنظومة واتباع الممانعة بهدف ضرب الصوت العقابي امرا مستحيلاً.

مصادر سياسية متابعة تؤكد”لصوت بيروت انترناشيونال” بان نسبة الاقبال الكثيفة واللافته في دول الانتشار المطالبة علنا بالتغيّير ستكون لها انعكاسات ايجابية على الداخل اللبناني، بحيث اعطت الناخبين المترددين املا بإمكانية البدء باعادة بناء سلطة سياسية جديدة نظيفة، من خلال كثافة التصويت وخصوصا من قبل جيل الشباب الذين اضطروا رغما عنهم للهجرة من لبنان بسبب الظروف القاسية والقاهرة تاركين خلفهم بلدا اصبح لا يسع طموحاتهم الكبيرة، لذلك فإن اللافت ان هؤلاء الشباب اعطوا اصواتهم للوائح التي تضم مرشحيين تغييرين لا صلة لاي منهم بالمنظومة السياسية والطبقة الحاكمة التي حكمت وتحكمت بمصيرهم ومستقبلهم واوصلتهم الى ما وصلنا اليه من تدهور كبير في كافة المجالات، ولكن في المقابل ايضا تشير هذه المصادر الى انه ومع تسجيل بعض المشاهد الاستفزازية لبعض المغتربين الذين لا يزالون يصوتون وبكل فحر للمشاركين في المنظومة وبطريقة عمياء، فإن من شأن هذه المشاهد ايضا ان تكون حافزا اللشعب اللبناني في الداخل الى التصويت بكثافة لاسقاط هؤلاء الاشخاص الذين يمثلون الفساد وهيمنة المليشيات وتغطية السلاح.

وتعتبر المصادر ان الانتخابات النيابية هذه الدورة مختلفة جدا عن كل الانتخابات السابقة، بسبب الظروف الاستثنائية التي تطال كل المواطنين من دون اي استثناء في الداخل والخارج، في ظل استمرارالمنظومة السياسية الوقحة بالعمل لاعادة تسويق نفسها بدلا من ان تعترف بأنها لم ولن تستطع انقاذ البلد من ما يتخبط به من مشاكل وعليها ان تجلس جانبا وتترك المجال لشخصيات جديدة لديها القدرة والكفاءة والبرامج الانقاذية الواضحة من اجل العمل للانتشال البلد من قاع جهنم.

وتلفت المصادر السياسية الى الاندفاع الكبير الذي بدا واضحا لدى المواطنين في الاغتراب لانتخاب شخصيات جديدة رغم عدم معرفتهم الشخصية بهم، ويعود ذلك الى عدم ثقتهم بكل الاسماء المرتبطة بالسلطة، خصوصا ان لدى المجلس النيابي المقبل مهام اساسية تحدد مستقبل لبنان من انتخاب رئيس جديد للبرلمان وتسمية رئيس للحكومة المقبلة والاهم انتخاب رئيس الجمهورية القادم.

من هنا، تتخوف المصادر من امكانية ممارسة السلطة ضغوطات على المواطنين في انتخابات الاحد المقبل، من بعد ما شهدته من تغيير في المزاج الانتخابي اللبناني في الخارج، لذلك تدعو هذه المصادر كل الهيئات المحلية والدولية لمراقبة سير العملية الانتخابية و حماية المرشحين والمقترعين في الداخل، وبالتالي التشديد على عملية فرز الاصوات واصدار النتائج.

وفي المحصلة، فإن ما طلبه رئيس الجمهورية ميشال عون من الحاضرين في وزارة الخارجية عندما زارها يوم الاحد الماضي بالقول لهم “اسكتوا”، لن تؤثر على الشعب اللبناني المقهور الذي هو من سيُسكت هذه المنظومة من خلال صناديق الاقتراع يوم الاحد المقبل والاكيد بعدها لن يسكت.