الأحد 26 شوال 1445 ﻫ - 5 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

الاقتراع السليم والهادف يصب في مصلحة الدولة ويواجه مشروع الدويلة

ساعات قليلة تفصلنا عن الاستحقاق الوطني الكبير، ومع دخول البلد مرحلة الصمت الانتخابي منذ منتصف الليلة الماضية تبقى الانظار شاخصة الى ما ستخبئه صناديق الاقتراع من مفاجآت في ظل حماس لدى المواطنين للانتخاب، ولكن رغم ضبابية الصورة حتى الان فان الاكيد ان بوصلة المقترعين ستنحو باتجاه مختلف هذه المرة نتيجة الارتكابات الفظيعة التي قامت بها المنظومة السياسية الحالية، ويبدو ان النسب المرتفعة التي سجلت في المرحلتين السابقتين من هذا الاستحقاق وهما اقتراع المغتربين والموظفين تؤشر الى مدى الحماس الذي يبديه الشعب اللبناني في المشاركة في هذه الانتخابات، خصوصا ان الواجب الوطني يقتضي التصويت لمن يستحق منحه الثقة خصوصا ان هذا الاستحقاق هو الذي سيرسم صورة المرحلة السياسية المقبلة بإعتبار ان المعاناة واحدة لدى الشعب اللبناني المقهور، وعليه فقبل وضع الورقة في الصندوق على المواطن اجراء جردة حساب ذاتية لمعاناته اليومية وان ينتخب بطريقة صائبة و للوائح التي تمثل مشروعا واضحا وبرنامجا انقاذيا، كاللوائح المدعومة من قبل حركة”سوا للبنان” .

ولكن يبقى الحدث في هذه الانتخابات هو موقف الطائفة السنية ومدى نسبة مشاركتها في هذه المعركة المصيرية بعد رفع وتيرة دعوة قادتها السياسية والروحية بالمشاركة الكثيفة في الاقتراع، وكانت هذه الدعوة في صميم التزام أئمة المساجد في خطبهم خلال صلاة يوم الجمعة بالتعميم الذي صدر عن دار الفتوى في هذا الاطار، بإستثناء بعض المساجد التي تدور في فلك جمعية المشاريع، خصوصا بعدما تأكد ان المقاطعة سيكون لها انعكاسات سلبية على الدور الاساسي للطائفة في البلد وبطبيعة الحال ستكون بمثابة خطيئة كبرى بحق السنة، ولن تكون الا سوى خدمة مجانية تمنح لمحور الممانعة وحلفائه، ولكن كان اللافت خلال الساعات الماضية ظهور المزيد من الايجابية والتجاوب لهذه الدعوات من قبل من بعض المترددين، وهذا الامر من المتوقع ان ينعكس في صناديق الاقتراع يوم غد.

من هنا، فان الانتخاب الهادف من شأنه ان يصب في مصلحة الحفاظ على وجه لبنان المستقل الحر السيد والديموقراطي، في مواجهة مشروع “دويلة” “حزب الله” وارتباطاته بالمحور الفارسي وهيمنته المفروضة على مفاصل الدولة ومؤسساتها وتغطيته لمنظومة الفساد والفاسدين الذين نهبوا ثروات البلد خدمة لمصالحه ومصالح ايران.

ولكن في المقابل ومن خلال اطلالات الامين العام ل”حزب الله” حسن نصر الله الاستثنائية والمتكررة هذه المرة يبدو انه من الواضح بأن وضع الحزب وحلفائه بات مأزوما بعد كل الازمات التي تحاصره، لذلك فهو يحاول من خلال مواقفه استنهاض جمهوره وحثه على المشاركة الكثيفة في هذه الانتخابات بعد الكلام الذي ساد مؤخرا عن عدم حماس وتردد لدى الطائفة الشيعية وخوف من تدني نسب بالاقتراع خصوصا ان شأنها شأن الشعب اللبناني الذي يعاني في كافة المجالات.

ولكن في النهاية‘ فإنه رغم ممارسات التخويف والترهيب والتخوين التي قد تمارس على الشعب اللبناني الغاضب فإنه بات من المستحيل محاصرة خياره، والاكيد ان صوته سيكون عقابيا هذه المرة في وجه الطاقم السياسي الحاكم والذي يتحمل المسؤولية كاملة بإذلال شعبه وتشريده من بلده.

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال