السبت 11 شوال 1445 ﻫ - 20 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

البيطار باقٍ.. طارق لمزامير اللاعدالة؟

مشهدٌ مخيف يختلط فيه الذل بالفقر والحاجة والغريزة، يضاف إليه تقصير المسؤولين، وموت ضمائرهم، وحسّهم بالمسؤولية الوطنية.

ستكون النتائج كارثيّة، في حال سقوط البلاد في شريعة غابٍ شاملة، يكون البقاء فيها للأقوى.

المحقق العدلي طارق البيطار باقٍ رغمًا عن “الثنائي” وطارقٌ لمزامير اللاعدالة!

سنة وخمسة أشهر على جريمتهم! وأهالي الضحايا “غامرين الصور.. ناطرين العدالة!”، وأنتم؟ تعطّلون التشكيلات القضائية، و تحاربون القاضي بيطار، وتتجاهلون مذكّرات التوقيف. لم نعد بحاجة دليل إدانةٍ، فجوركم أدانكم!

بِرُعونةٍ، هدّد رئيس المجلس التنفيذي في “حزب الله” هاشم صفي الدين القاضي طارق البيطار، تلاه التصعيد الكلامي للنائب حسين الحاج حسن الذي اتهم البيطار بالتسييس والاستنسابية. بكلّ الأحوال، وحده المجرم يخاف من سير العدالة، وواضحٌ كان وضوح الشمس، من هو المتّهم الوحيد بقضية تفجير مرفأ بيروت.

فهاشم صفي الدين يهدد، والحاج حسن يقدح ويذمّ، والنيابة العامة لم تتحرك. فعَن أيّ استقلالية قضاء وسير عدالة تتحدثون؟

وفي اتصالٍ مع “صوت بيروت إنترناشونال”، أكدّ رئيس “حركة التغيير” المحامي إيلي محفوض أنّ “لحظة اقتحام العنصر الميليشيوي قصر العدل وتهديد قاضٍ في عقر داره، فَقَدَ القضاء عامةً والنيابة العامة خاصةً شرعيّتها، فالسكوت عن هذا الحدث كان بمثابة ضربة قاسية لهيبة القضاء”.

ورأى محفوض أنّ “فور إطاحة القاضي فادي صوان سابقاً، بدأ القضاء بالتراجع عن عمله بقضية المرفأ، كما أنّ استنكاف رئيس الجمهورية عن توقيع التشكيلات القضائية، يؤكّد أنّ السلطة الحاكمة هي من نسفت القضاء وعدالة سيرها”.

وأضاف: “باختصار، سلطة حاكمة يترأّسها “حزب الله”، لن تصل إلى أي نتيجة، وموضوع المناكفات الحالية، ما هي إلاّ لاستكمال تعطيل سير التحقيق”، مشيرًا إلى أنّ “السياسيّين اللبنانيين المتورّطين، تكتّلوا مع بعضهم البعض لضرب القضاء وتطويق المحقق العدلي وعدم المثول أمامه، وهذا واقع مرير نعيشه ولا يجب السكوت عنه بعد اليوم”.

وعن عودة الثنائي الشيعي للجلسات الحكومية، قال محفوض إنّ “هذه العودة ليست بريئة أبدًا، فقد تلقّى حزب الله قراراً إقليمياً بضرورة العودة الى الحكومة بعد حلحلة على صعيد مفاوضات فيينا، ومعلومات عن تبادل فتح السفارات بين إيران والسعودية، فهذه العودة ليست بهدف تحسين الأوضاع الاقتصادية ولا غيرها”.

“الحاكم الفعلي هو حسن نصرالله”، بحسب محفوض، “فالحكومة ولدت ميتة، وهي محكومة وليست حاكمة، و لن تتمكن من إنجاز فذروه في سنبلة واحدة، هذه الحكومة برئيسها وأعضائها ليست “ماسكة” لأي ملف، بل ممسوكة من ميليشا إيران، و”حزب الله” يعمل حقيقةً وبجهدٍ كبير لمنع انكشاف حقيقة انفجار مرفأ بيروت”. وتابع: “اليوم الذي تُكشف فيه الحقيقة، ستتعلق المشانق من ساحة البرج في لبنان، تليها قصر المهاجرين، وتختتم بطهران”، مشددًا على أنّ “إهمال المنظومة الحاكمة ومهادنتها للسلاح غير الشرعي أدى إلى انفجار بيروت، واليوم الممايعة في سرد الحقيقة، تؤدي إلى انفجار الشعب اللبناني”.

مع انفجار الوضع الاجتماعي وتهاوي الامن والاستقرار، فإنّ آخر الأعمدة الصامدة في الهيكل اللبناني المتداعي هو سير قضاء “شبه” مستقلّ، ومع كف يد البيطار عن التحقيق، كما يطالب “الثنائي الشيعي”، ستكتمل فصول انحدار لبنان إلى ما بعد جهنم التي بُشِّرنا بها.

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال