السبت 3 ذو القعدة 1445 ﻫ - 11 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

الثنائية الإسلامية - المسيحية أساس وجود لبنان

على أهمية القمة الروحية المسيحية التي عقدت في بكركي الأربعاء الماضي جاء بيانها الختامي، فبالرغم من وضع رؤساء الطوائف المسيحية المسؤولين عن عرقلة انتخاب رئيس جديد للجمهورية أمام مسؤولياتهم في مفاقمة أسباب الانهيار بسبب إبقاء الكرسي الرئاسي شاغراً وسرد وقائع كل ما يعانيه الوطن والمواطن، كان اللافت فيه الفقرة التي اكدت على إن أساس الكيان اللبناني ومصدر قوته الفريدة هو الشراكة الوطنية الإسلامية -المسيحية، مما يؤكد صوابية مواقف الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي كان رمزا للإرادة الوطنية الصادقة، وحاملا لمشعل رسالة لبنان الإنسان والعيش المشترك الذي كان يشدد على وجوب الحفاظ عليه باعتباره واجبا وطنيا واجتماعيا وثقافيا، لذلك كان يسعى دوما من خلال العلاقة التي رسخها مع الصرح البطريركي للحفاظ على الثنائية الإسلامية-المسيحية التي هي أساس وجود لبنان وبقائه، مع تمسكه الدائم والمستمر بهذا النموذج الفريد من نوعه في المنطقة، لانه في غياب الثنائية فلا معنى للبنان، لذلك هو عمل على ترسيخ هذه العلاقة لكي تبقى من الثوابت الوطنية وكي لا يستطيع اي احد الخروج عن هذه الصيغة لأنه كان يعلم ان الحياد عنها يعني الدخول في المجهول.

هذه الراية الذي رفعها الرئيس الشهيد الاب انتقلت الى نجله بهاء، الذي تسلمها بكل فخر وبات متمسكا بها من خلال سعيه المستمر للمحافظة عليها ونسج علاقات صداقة مميزة واخوية مع كافة رجال الدين المسيحيين وعلى راسهم البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، واضعا نصب عينيه علاقة والده الشهيد مع البطريرك مار نصر الله بطرس صفير التي كانت مبنية على الاحترام والحوار لما فيه مصلحة لبنان وشعبه.

ومن يتابع مواقف الحريري الابن يتأكد من ايمانه بأهمية المحافظة على التعددية التي هي أساس مصالح الأوطان ووحدتها، وسعيه لبقاء لبنان رسالة الأخوة والوحدة والعيش الإسلامي المسيحي المشترك، وهذا ما بدا واضحا خلال لقاءاته الأخيرة التي عقدها في قبرص مع كل من رئيس أساقفة ابرشية قبرص المارونية المطران سليم صفير وراعي ابرشية دير الأحمر وبعلبك المطران حنا رحمة حيث تم التأكيد على أهمية الحفاظ على الثنائية الإسلامية-المسيحية والتمسك الكامل بها كون لبنان بلد جامع للحضارات والأديان.

من هنا، فإن لا بد ان تبقى المسؤولية على الصروح الروحية الوطنية والمرجعيات الدينية للمحافظة على لبنان ودوره مهما كانت الظروف صعبة وقاسية، لان هناك حاجة اليوم اكثر من اي يوم مض للعمل على رص الصفوف والتكاتف والتعاون، لمواجهة ما تُحيكه الدولة الفارسية من مشاريع للسيطرة على البلد ومؤسساته من خلال تمددها الى الداخل اللبناني وفرض القرارات التي تلائمُها من خلال مشروعها المتمثل بـ”حزب الله”.

لذلك فالواجب الوطني يستدعي من كل الوطنيين الشرفاء التأكيد في كل المناسبات على التمسك بالثنائية الإسلامية-المسيحية التي تبقى هي خلاص لبنان ومن خلالها تتم إعادة بناء مؤسسات الدولة فمن دون القاعدة الثنائية يكون زوال لبنان.