الجمعة 18 رمضان 1445 ﻫ - 29 مارس 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

الجنرال عون ربح كرسي الرئاسة.. ولبنان خسر الجمهورية

مرت عهود عديدة ومعظمها كان يحكم بإرادة نظام حافظ الأسد ونجله بشار فيما بعد، عبر وكلائهم غازي كنعان، جامع جامع، رستم غزالي وغيرهم الذين غادروا لبنان مع خروج الجيش السوري في نيسان عام 2005 وانتقلوا فيما بعد الى ديار الخلد واحدا تلو الآخر إما منتحراً او مسموماً او مريضاً، وغيرها من الروايات لكن الثابت ان اسرار حقبة هيمنة النظام دفنت بمعظمها مع رفاتهم وفق مصادر متابعة لمسار الهيمنة السورية.

استمر نظام بشار مستحكماً ببعض مفاصل الجمهورية اللبنانية من خلال عملائه المخلصين، لما قدمهم لهم من امتيازات في السلطة من وزارات ومقاعد نيابية ومفاتيح تعطيل الحكومات وشملت نعمه “التيار الوطني الحر”، بعدما اعلن الجنرال ميشال عون “تصفير” لمنسوب العداء الذي اعتلى من خلاله منبر بعبد مخاطباً الجماهير وواعداً “بخلخلة المسمار السوري” فصدحت يومها الجماهير باسمه ودعمته بالمال والذهب في حربه ضد نظام الأسد.

هذه المسيرة التي جعلته في مصافي الانبياء بمنظار العديد من اللبنانيين، انتهت يوم خروج الجيش السوري من لبنان وعلى لسان الجنرال عون الذي اختار مساراً آخر تحت عنوان محاربة الفساد والاصلاح والتغيير، فكان تحالفه مع “حزب الله” الذي حصلت من خلاله عملية تبادل الخدمات، مع فارق أساسي ان المنافع التي حصل عليها “التيار البرتقالي” تدخل في سياق تحصيل اكبر قدر من الحقائب الوزارية والتعيينات في مؤسسات الدولة ومفاصلها الدقيقة.

في المقابل جنى “حزب الله” خدمات من نوع آخر سمحت له بالتحكم بسياسة الدولة وقرار الحرب والسلم، بشرعية أخذ غطاءها من اكبر تكتل مسيحي يومذاك وتمكن من فرض معادلته في اختيار الجنرال ميشال عون رئيساَ للجمهورية على حساب حليفه الاستراتيجي سليمان فرنجيه الذي مرر الاستحقاق على قاعدة “بمون السيد والجنرال”.

تضيف المصادر اليوم تبدلت الجغرافيا السياسية مع تبدل المعطيات التمثيلية التي احتاج فيها “رئيس التيار الوطني الحر” جبران باسيل رافعة الحزب و”حركة امل” الذي كان تحالفه معها على قاعدة “مكره أخاك لا بطل”، ولم تثمر كما يشتهي هذا المحور وانعكس عليهما عجزاً لناحية استكمال مسيرة الرئيس السابق ميشال عون في ادخال الشعب اللبناني بأكمله الى جهنم ومؤسساته الدستورية والمالية ووجهه العربي عبر مرشح يأمن له “ظهر المقاومة” .

يضيف المصدر ان المتغيرات الإقليمية وابرزها الاتفاق السعودي- الإيراني تقتضي الانتظار، وهذا ما انعكس تهدئة على كافة الجبهات وان حصلت بعض الخروقات على منصات التواصل الاجتماعي لان المهلة المتاحة تمتد على مدى شهرين والتي ستبنى على نتائجها خريطة التحالفات،فإما يبقى “التيار الوطني الحر” في مرتبة حليف أو أن يحصل الطلاق النهائي بعد انتفاء الحاجة له.

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال