الجمعة 17 شوال 1445 ﻫ - 26 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

الحرب الاوكرانية فرضت ظروفاً جديدة جعلت ايران بين فكي كماشة الغرب والشرق

تعيش الجمهورية الاسلامية حالة تخبط وقلق من تصدع مخططاتها في منطقة الشرق الاوسط بعدما اختلطت الاوراق بفعل الهجوم الروسي على اوكرانيا الامر الذي ادى الى تزعزع مفاوضات فيينا في حين ان الوضع في سوريا يشوبه الغموض في ظل محاولة الاسد استغلال انشغال روسيا بهجومها على اوكرانيا ولقراءة هذه المتغيرات حاورت “صوت بيروت انترناشونال” صلاح ابو شريف الاحوازي امين عام “الجبهة الديمقراطية الشعبية الاحوازية” ورئيس “جبهة الشعوب غير الفارسية المحتلة من قبل ايران” الذي اعتبر ان الملف النووي الايراني اصبح معقداَ اكثرمن ذي قبل بسبب حدة الصراع بين الغرب من جانب و روسيا والصين وحليفتهما ايران من جانب اخر، التي كانت تعول على انه مع نهاية المفاوضات وتوقيع الاتفاق مع الغرب ستضرب “عصفورين بحجر واحد”، رفع العقوبات من جهة واسترجاع اموالها من الغرب و الانفتاح نحوهم اقتصاديا و الابقاء على حليفيها الاستراتيجيين في الشرق الروس والغرب ولكن في ظل الحرب على اوكرانيا والحصار وحزمة العقوبات التي فرضها الغرب على روسيا وجدت ايران نفسها بين سندان الحليف السابق ومطرقة الغرب الذي يريد ان ينهي الاتفاق المرضي للطرفين بسبب حاجة الغرب للطاقة لتعويض الطاقة الروسية و هذا الامر لن يتم الا برضى روسيا الشريك الاساسي و الضامن للاتفاق لذالك اعتقد ان الاتفاق يواجه عقبات رئيسة و لكن هذه المرة من روسيا ولن يوقع الا بموافقتها وهذا ليس بالسهل في ظل التضييق الكبير عليها.

ومن هنا لا بد من طرح السؤال عن مصير العلاقة بين روسيا وايران وتموضعها في ظل الغموض الذي يكتنف الوضع الاوكراني يرى ابو شريف انه من المؤكد ان الحرب فرضت ظروفا جديدة و مفاجئات للجميع من الدول الاوروبية وصولا لايران التي اصبحت بين فكي كماشة الغرب والشرق في آن فان تم توقيع الاتفاق ستجد لها متنفسا اوسع لتحركاتها تجاه الغرب ولكن لن يكون سهلا بسبب التزاماتها الكبيرة تجاه الصين وروسيا اللتان استعملتا حق “الفيتو” في مجلس الامن لصالحها لعقود كما ان مشروعها النووي والاقتصادي له ارتباطا عميقا بعقود و اتفاقيات ملزمة للدولتين الشرقيتين و منها الاتفاق الشامل بين ايران والصين و مثله لروسيا بخمسة وعشرون سنة ولا يمكن اغفال مافيا الاقتصاد وعلى راسها الشركات التابعة “للحرس الثوري الايراني” والتي اسست على قواعد التهريب و تبييض الاموال و هي جزء اساسي من هيكلية النظام و له اجنحة اساسية في السلطة لا توافق على التقرب للغرب وعلى راسها الحرس الثوري المصنف “تنظيما ارهابياَ” حيث تتعرض برامجه العسكرية و سياساته التوسعية ومصالحه الاقتصادية للضرر فيحال تقرب من الغرب اكثر بسبب ما يواجهه من مشاكل مع الصين وروسيا، ناهيك عن العقود الاقتصادية الضخمة و الطويلة الامد المبرمة مع الصين وروسيا والتي لا تسمح للسلطات في ايران التحرك بسهولة نحو الغرب.

اما فيما يتعلق بزيارة وزير الخارجية الايراني لسوريا و”لحزب الله” في لبنان فهي تأتي في سياق شرح المواقف الايرانية و مطالبها من نظام الاسد و حزب الله في الفترة القادمة و دون ادنى شك تكون الامور الامنية و احتمالية مهاجمة اسرائيل للمنشاة النووية الايرانية اذا ما تم الاتفاق النووي وسبل الرد الايراني على ذالك، كما تاتي هذه الزيارة والتي حملت رسالة تصعيد للدول العربية متزامنة مع هجمات اذرع ايران الحوثية على المملكة العربية السعودية و كذالك الاجتماع بين مصر والامارات و اسرائيل في جمهورية مصر العربية و الذي من المؤكد انه ناقش المخاطر الايرانية على الامن و الاستقرار في المنطقة.

اما بالنسبة لتاثير ايران على النظام السوري في ظل الغياب القسري لروسيا عن المنطقة لابد من التاكيد ان المشروع التوسعي الارهابي الايراني لن يتوقف خاصة في سوريا وهو مستمر بقوة بكل الطرق خاصة التغيير الديمغرافي و المذهبي وغياب روسيا سيعطي النظام الايراني فرصة توسع اكبر الا اذا ادركت ذالك الامم المتحدة و العرب و زادوا من ضغطهم لوصول المعارضة والنظام لصياغة توافقات تعيد المعارضة الوطنية للسلطة عبر تغيير الدستور وتغيير النظام من خلال الاليات القانونية والعمل على تجفيف النفوذ الايراني بكافة السبل لضمان عدم انتشار الوباء الايًراني مستقبلا.