السبت 18 شوال 1445 ﻫ - 27 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

الحزب متعب ومربك واسرائيل تفتقر للذخائر.. فهل ستندلع الحرب؟

بعد صدور القرار الأول عن مجلس الامن الدولي المتعلق بوقف فوري لإطلاق النار في غزة منذ اندلاع الحرب في السابع من تشرين الأول الماضي، تسود حالة من الترقب لمعرفة مفاعيل هذا القرار الذي يبدو ان اسرائيل ليست في وارد الالتزام به، في الوقت الذي شهدت الجبهة اللبنانية تصعيدا عنيفا، يؤكد قطع الطريق على الرهانات التي كان يعول عليها حول هدنة رمضان والذي كان يمكن خلالها تبريد الجبهة الجنوبية.

واللافت ان إسرائيل كثفت من غاراتها واعتداءاتها في الساعات الماضية وطاولت العمق اللبناني، تزامنا مع تهديد وزير الدفاع الإسرائيلي يواف غالانت من “ان وقف الحرب في غزة قد يقرب حربا على الحدود الشمالية مع “حزب الله”، اضافة الى ما نقلته ايضا “هارتس” الإسرائيلية عن المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي بان “عمق لبنان يتحول الى منطقة حرب و”حزب الله” يخاطر”.

وفي هذا الاطار، تؤكد مصادر سياسية عبر “صوت بيروت انترناشيونال” ان كل المؤشرات لا تزال تدل ان اسرائيل تسعى لجر لبنان الى الحرب، مشيرة الى ان هناك نية لدى حكومة نتنياهو بعدم ايقاف الحرب في غزة بل بالذهاب الى توسيع الحرب على لبنان ومن دون خطوط حمر ولا قواعد اشتباك، متوقعة استعداد نتنياهو للمغامرة بكل شيء لاطالة امد الحرب لأنه يعتبر ان نهايتها ستكون بمثابة نهايته السياسية وحتى محاكمته.

ولكن في المقابل، تعتبر المصادر بان القرار الذي صدر عن مجلس الامن يمكن ان يبنى عليه رغم امتناع الولايات المتحدة الاميركية عن التصويت على القرار وعدم استخدامها حق “الفيتو” في الوقت عينه بعد ان كانت اعتمدته سابقا لثلاث مرات، وتشدد المصادر بأنه لا يمكن إلزام اسرائيل بوقف الحرب الا بوقف الدعم الاميركي لها وبعدم تزويدها بالاسلحة والذخائر، خصوصا ان اسرائيل اصبحت غير قادرة بأي شكل من الاشكال الدخول في حرب كبيرة وواسعة اذا لم تحصل على دعم لوجستي أمريكي جديد، بعد ان باتت ايضا تفتقر الى الاحتياطي الكافي من الذخائر لشن هجوم على لبنان، وتلفت المصادر ان لا مصلحة للولايات المتحدة الاميركية بان تفتح اسرائيل حربا واسعة على لبنان، لذلك فهي لا تزال تمارس كافة ضغوطاتها تفاديا لذلك من خلال المساعي التي يقودها الموفد اموس هوكشتاين. كما تلفت المصادر الى ان “حزب الله” بدوره يتجنب الدخول في حرب شاملة مع اسرائيل رغم سياسة “المشاغلة” المستمرة والذي يتبعها منذ بدء الحرب على غزة والمواجهات والعمليات العسكرية بينه وبين الجيش الاسرائيلي، ويرجع سبب عدم حماس الحزب للدخول الى حرب جدية مع إسرائيل لرفض شريحة كبيرة من اللبنانيين ذلك، اضافة الى الانتقادات الواسعة الذي يتعرض لها على هذا الصعيد، والاهم انه بدأ يعاني من تعب فعلي نتيجة الاستنزاف العسكري والتقني وفداحة الخسائر البشرية الكبيرة التي طالت كبار قادته ومقاتليه، كما انه يواجه ارباكا على الصعيد التقنيات الهامة التي تمتلكها اسرائيل والذي لم يستطع مجاراتها.

وبالعودة الى قرار مجلس الامن القاضي بوقف اطلاق النار في غزة، فان المصادر تشير الى اهمية صدوره واعتباره مرحلة جديدة ومدخلا لقرارات او تدابير اخرى، وتلفت الى ان السبب المباشر والأساسي لصدور القرار هو موقف الرأي العام الدولي الرافض للمجازر التي ترتكبها اسرائيل بحق البشرية في غزة، حتى ان عدم استعمال الولايات المتحدة الاميركية حق “الفيتو” هو بسبب الضغط التي تتعرض له داخليا واوروبيا وعربيا.

وإذ تؤكد المصادر بأن كل قرارات مجلس الأمن الدولي ملزمة، فهي تأسف لعدم انصياع اسرائيل في معظم الاحيان لتنفيذ هذه القرارات وأكبر دليل على ذلك هو عدم التزامها بالقرار ١٧٠١ والمستمرة بخرقة منذ صدوره،اضافة ايضا تنصلها من كل الاتفاقات الدولية والقانون الانساني وآخرها الهجمات على المرافق الصحية والطواقم الطبية في لبنان.