الأحد 26 شوال 1445 ﻫ - 5 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

"الحوار الهادئ" في ظل الأصابع المرفوعة لا ينتج رئيساً

لا تخلو المناسبات التي يشارك فيها نواب وقيادات “حزب الله” من عبارة “الحوار” و باتت ترتبط بشكل وثيق بفحوى مواقفهم، لكنها تخضع لتعديلات تواؤم الأجواء المتغيرة بناء على الحراك الدولي لاسيما المرتبط بالمفاوضات الأميركية الإيرانية والاتفاق الإيراني – السعودي وتقدمه، فتارة تبدو هادئة تتمثل بمد اليد للمصافحة والاتفاق والتوافق وتارة تطغى عليها لغة التهويل من فراغ رئاسي ترمى مسؤوليته على الفريق الرافض له المتمثل بالمعارضة الرافضة لفرض اسم الوزير السابق سليمان فرنجية مرشح الثنائي “حركة امل – حزب الله” والتمسك بترشيحه على ان يكون الحوار خارج هذا الترشيح.

يشرح مصدر مواكب لمسيرة “الحوارات” بالتأكيد على ان معظمها اثمر نتائج كارثية على الجمهورية اللبنانية، لاسيما عندما يكون المشهد بين المتحاورين غير متوازن لناحية ميزان القوى، حيث تفرض بعض الخيارات نتيجة ارجحية كفة احد الافرقاء على الآخرين، فكيف اذا كان السلاح العامل الضاغط والذي أصبغ الشرعية على “مقاومته الإسلامية” وفرضها على كافة شرائح المجتمع اللبناني تحت شعار تحرير الأراضي اللبناني المحتلة، رغم ان جزءاً منها ليس مدوناَ في السجلات العقارية اللبنانية وبالتالي باتت “أراضٍ سائبة” تارة تنتقل ملكيتها لسوريا وتارة أخرى للبنان تبعاً لضرورات المناورة مع “إسرائيل”.

ويتابع المصدر هذه الشرعية رسمت وضمنت في معظم البيانات الوزارية كخط احمر، حيث كانت ترد كبند لا يمكن تجاوزه في الصياغة، واحيانا أخرى كانت تدور العبارات، الا ان المضمون الثابت لا يمكن اسقاط معادلته التي تكونت من 3 مفردات اطلقت عليها ثلاثية “جيش – شعب – مقاومة”، وهي لا تزال من الثوابت وان لم يعد يجاهر بها في المهرجانات، بعد تبدل موازين القوى على صعيد التمثيل النيابي وافول نجم تفاهم مار مخايل الذي استنزف رصيد التيار الشعبي ووضعه في موقف الدفاع عن النفس، بعد الانهيار الاقتصادي والسياسي الذي سيسجله تاريخ الجمهورية كأسوأ عهد مر في تاريخ لبنان لناحية الانهيار الذي شهده الاقتصاد اللبناني وعملته، يضاف اليه العزلة الإقليمية والدولية ان على الصعيد السياسي او على صعيد المؤتمرات التي كانت تتزاحم في الخارج والداخل في سبيل تقديم المساعدات والقروض، فبات لبنان اليوم ضمن ابرز قوائم الدول التي يسيطر فيها الفقر والفساد بنسب عالية.

يعتبر المصدر ان الجميع بانتظار عودة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الذي يتحرك على خارج الساحة الفرنسية الملتهبة، لكن التحليلات والتسريبات لم تتمكن من حسم الموقف الفرنسي المرتبك والداعي للحوار ضمن التوجه الذي تبنته إدارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، وهذا ما جعل مهمة لودريان شاقة، في ظل تصلب المواقف ورفض ترشيح أي اسم يفرض من محور الممانعة.

ويختم المصدر بالتأكيد إن قدر للموفد الرئاسي الفرنسي بإقناع الافرقاء الجلوس حول طاولة حوار برعاية فرنسي، فهي لن تكون “سلة” متكاملة بل ستنحصر باسم المرشح الرئاسي، الذي سيتحدد من خلال هويته السياسية، مصير الجمهورية اللبنانية واستقلالية قرارها بعيداً عن وصاية محور الممانعة ومن خلفه ايران وهو امر تظهر جلياً في موقف وزير العمل الإيراني الذي اعتبر لبنان “جزء من الامة الإسلامية والدفاع عنه بمثابة الدفاع عن هذه الامة”… فهل ينجح لبنان من الخروج من العباءة الإيرانية؟

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال