الثلاثاء 28 شوال 1445 ﻫ - 7 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

الرئاسة اللبنانية رهينة نتائج توازنات الجبهة الجنوبية

شكّل يوم 7 تشرين الأول من العام الحالي، محطة مفصلية في الشرق الأوسط الذي بات على صفيح ساخن في أكثر من جبهة، بعدما انطلقت شرارتها من قطاع غزة وغلافها، دفعت باللاعبين على الساحة الدولية وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأميركية إلى الإبحار باتجاه بحر الشرق الأوسط والمضائق والممرات في الخليج العربي، من خلال البوارج وحاملات الطائرات والمدمرات والغواصات.

من يراقب المشهد المشتعل في المنطقة الذي انطلق من قطاع غزة وحولها إلى كتلة نار لم تنطفء، قضت على البشر والحجر وتسببت بتهجير ما يفوق المليون فلسطيني من شمال القطاع إلى جنوبه الذي لم يسلم من النيران الإسرائيلية، وهو ما أشعل الجبهة الشمالية من فلسطين المحتلة في اليوم الثاني من العملية التي قامت بها حماس في غلاف غزة، وبات لبنان شريكًا في المواجهة مع الجيش الإسرائيلي، على امتداد الحدود الفاصلة بينه وبين فلسطين المحتلة.

هذه الاشتباكات التي بدأت بالتصاعد بعد توسيع الجيش الإسرائيلي دائرة غاراته في خرق واضح للخط الأزرق، انعكست على الوضع اللبناني الداخلي الذي يعيش حالة ترقب وخوف من توسع القصف ليطال كامل مساحة الجمهورية اللبنانية، في وقت يعيش فيه لبنان انهيارًا اقتصاديًا وانعدام القدرة على الصمود في مواجهة الآلة العسكرية التدميرية لإسرائيل، في ظل غياب الهيكلية الأساسية للدولة، الناتج عن الفراغ الذي ضرب معظم المواقع وعلى رأسها رئاسة الجمهورية.

هذه الأحداث أرخت بظلالها على الاشتباك السياسي الذي كان قائمًا على الساحة الداخلية اللبنانية، والمساعي الخارجية الفرنسية التي تدعمت باللجنة الخماسية، التي لم تتمكن من إنتاج توافق بين فريق الممانعة والفريق السيادي على اسم مرشح تستعيد من خلاله الجمهورية رأسها والقائد الأعلى لقواتها المسلحة، ودخل الاستحقاق في موت سريري لا يمكن أن يخرج منه ما لم يتبلور المشهد في قطاع غزة والمحاور الأخرى، وفق مصدر مراقب للأحداث الجارية في فلسطين المحتلة وباقي المحاور.

ويضيف المصدر أنّ إعادة إنعاش الآمال بوضع الملف الرئاسي على طاولة البحث، من خلال حديث السفير الفرنسي هيرفي ماغرو  خلال لقائه لجنة الصداقة النيابية اللبنانية – الفرنسية، حيث كشف عن زيارة رابعة يعتزم الموفد الفرنسي جان إيف لودريان القيام بها إلى لبنان لمتابعة ملف الاستحقاق الرئاسي، بعدما ابتعدت إدارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن الساحة اللبنانية بسبب اشتعال جبهة غزة ومساندة الأخير لإسرائيل، الأمر الذي قطع خطوط التواصل مع “حزب الله” وقد ينعكس سلبًا على التوافق الذي كان قائمًا بين الإدارة الفرنسية ومحور الممانعة حول اسم الوزير السابق سليمان فرنجية، وإن تراجعت لاحقًا، إلا أنها لم تنتقل إلى الضفة الأخرى، لكن أحداث غزة قد تحدث تغيرات كثيرة في العلاقة بين الطرفين، إلّا أن المؤكد أن الزيارة المرتقبة للموفد الفرنسي لن تحدث أي اختراق ما لم ينجل المشهد في قطاع غزة.