الخميس 23 شوال 1445 ﻫ - 2 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

الرئيس بري ينعي مبادرته الحوارية.. فهل للموفد القطري دور في تصفير الشروط؟

“أديت قسطي للعلى”، بهذه العبارة نعى رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري مبادرته الحوارية، التي أطلقها عقب الجلسة الأخيرة التي عقدت في 14 حزيران لانتخاب رئيس الجمهورية، والتي رأى فيها أن “الحوار يجب أن يكون من دون شروط ولا يلغي أحدًا في الترشح، تتقاطع فيه إرادات الجميع حول رؤية مشتركة لكيفية إنجاز هذا الاستحقاق من دون إقصاء أو عزل أو تحد أو تخوين.. وتحت سقف الدستور يحافظ على الميثاقية والشراكة”.

بعد مرور أكثر من شهرين على مبادرة بري الحوارية التي ألبسها حلة جديدة خلال كلمة ألقاها في ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر حين أضاف عليها تعديلات تتمثل بحوار على مدى 7 أيام، ومن ثم يذهبون إلى جلسات مفتوحة ومتتالية “حتى يقضي الله أمرًا كان مفعولا” وهو أمر لم يجد له صدى عند الفريق المعارض، وعلى رأسهم “القوات اللبنانية”، حيث عبّر رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع في كلمته التي ألقاها في ذكرى “شهداء المقاومة اللبنانية” في معراب، بشكل قطعي، عن رفض القوات للحوار متوجهًا إلى “حزب الله” بالقول “إذا كنت قادر تاكلنا كلنا نحنا واقفين، ما تنتظر لحظة نخليك تاكلنا نحنا وقاعدين حدك”.

مصادر متابعة للتطورات على صعيد اجتماعات اللجنة الخماسية، وزيارة الموفد القطري أبو فهد جاسم آل ثاني المحاطة بسرية وتكتم شديد لناحية ما يحمله من مقترحات، الأمر الذي فتح باب التكهنات والتحليلات، بعضها يتعلق بالأسماء المطروحة للرئاسة اللبنانية، في حين اعتبر البعض الآخر أنها ترتبط بآلية الانتخاب، إلّا أنّ بعض التسرييبات أكدت تمسك “حزب الله” بخياره لناحية تبني ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية، وهذا الأمر يؤشر إلى أنّ إقامة الموفد القطري في لبنان ستطول لحين وصول الموفد الرسمي القطري وزير الدولة في وزارة الخارجية محمد الخليفي، التي قد تتزامن مع زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان الذي يبدو أنّه أجرى تعديلًا جذريًا في مساره، حيث دعا في حديث إلى وكالة “فرانس برس” المسؤولين اللبنانيين إلى إيجاد “خيار ثالث” لحل أزمة الرئاسة.

أما بالنسبة لمبادرة الرئيس بري التي يبدو أنها فقدت صلاحيتها وهو أمر يشكل نكسة في مسار رئاسة الأخير لمجلس النواب، وأن “أرانبه” السياسية والدستورية لم تعد ذات فعالية، بعد تغير موازين القوى الداخلية ورفض المعارضة القاطع لأية تسوية قد تستعاد فيها التجارب السابقة، فقد يكون للمسعى القطري دور في تصفير الشروط الموضوعة لعقد جلسة انتخاب الرئيس، والاحتكام إلى المبادرة القطرية التي دخلت على المسار الفرنسي الذي لم يحقق أي نتائج، كونه تبنى وجهة نظر محور الممانعة، ودخل في مواجهة مع المعارضة من خلال ردود فعل قيادات هذه الأحزاب على الزيارة الأخيرة للموفد الفرنسي وطروحاته الأخيرة.