الأربعاء 15 شوال 1445 ﻫ - 24 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

السعودية تعيد الادارة الاميركية الى حلبة الشرق الاوسط

ساعات قليلة تفصلنا عن حدث يشكل محطة مفصلية لمنطقة الشرق الاوسط والخليج العربي والعالم … انها زيارة الرئيس الاميركي جو بايدن التي تحمل عناوين وملفات عديدة فندها الاخير في مقال نشرته صحيفة “واشنطن بوست” حمل عنوان “لماذا انا ذاهب الى المملكة العربية السعودية؟” ..هذا العنوان يجسد اهمية الزيارة كون محورها المملكة التي شكلت منذ نشأتها وحتى يومنا هذا صمام الامان والمفتاح الذهبي لامان المنطقة والسلام فيها والحاضنة لدول الشرق الاوسط من خلال رعايتها ووساطاتها في كل الازمات التي عصفت بهذه الدول لاعادة توحيد شعوبها تحت راية الدولة والتي كان لايران الدور الفاعل في زعزعتها وشرذمتها لصالح مشروعها الذي صمم خرائطه وارسى دعائمه قائد الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني انهارت اعمدته بعد مقتله الذي ينطلق مساره من العراق مرورا بسوريا وصولا الى لبنان ولا يمكن استثناء عبث طهران في اليمن والبحرين وحتى في بعض الدول العربية ولاسيما في الكويت من خلال خلاياها النائمة والتي اخمدت خططها الجهنمية في مهدها هذا فضلا عن التضييق التي تعيشه في الساحة الافريقية التي كانت بوابة التمويل الرئيسية لاعمالها الارهابية جففت معظم منابعها من خلال العقوبات على شخصيات كانت تصنف في خانة رجال الاعمال ومعظمهم من الموالين “لحزب الله” والمصادر الاساسية لتمويله.

بالطبع الخسائر التي منيت بها طهران وميليشياتها لا تقتصر على التمويل فهي شملت شحنات الاسلحة المتطورة التي كانت ترفد بها ميليشياتها في المناطق التي تسيطر عليها ولكن الغارات الاسرائيلية عليها “اصابت منها مقتلاً بتغطية من روسيا في اوج سيطرتها قبل هجومها على اوكرانيا التي شكلت الحرب فيها نقطة محورية لمتغيرات كبيرة على صعيد التحالفات في المنطقة وعودة الاميركي الى المنطقة وهذا ما يفسر اندفاعة بايدن باتجاه السعودية وعودة المياه الى مجاريها بين قطر والدول العربية والمرونة التركية وتقاربها مع هذه الدول كل هذه الامور ستزيد من الخناق على طهران التي مازالت تتشدد بشروطها في الملف النووي الذي فقدت القدرة على التحكم فيه ما خلا امكانية تحريك ميليشياتها في المناطق التي تسيطر عليها عسكريا وهي التي استنزفت بشريا خلال اقل من شهرين من خلال مقتل العديد من قياداتها الامنية والخبراء داخل طهران وهو المؤشر الابرز على انها لم تعد تملك القدرة على ضبط امنها الداخلي.

ومن خلال مقال بايدن يمكن استشعار مدى تعويل الاخير على دور المملكة في مواجهة ما سماه ب”التطرف العنيف” واعتباره ان السعودية شريك استراتيجي لبلاده منذ ٨٠ عاما فكيف اذا كان الموضوع يرتبط باسواق النفط واستقرارها التي تترنح تحت عبء الحزب الروسية الاوكرانية وانهيار اليورو التاريخي مقابل الدولار وحاجة القارة الاوروبية للغاز والحل في منصات التنقيب في الخليج العربي بانتظار الغاز الذي ستستخرجه “اسرائيل” لضخه الى اوروبا من خلال المثلث الذي ستشكله “تل ابيب” مع مصر وتركيا… وهنا يطرح السؤال هل عودة بايدن الى اللعب على حبال الشرق الاوسط آنية ام انها ستكون تدشين لحقبة تعيد الاهتمام الاميركي للمنطقة وترسي قواعد جديدة للتعامل مع هذه المنطقة الملتهبة الايام القادمة ستفرج عما يحمله بايدن في جعبته خارج الاجوبة التي طرحها في مقاله الاخير.

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال