الجمعة 10 شوال 1445 ﻫ - 19 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

الشرق الأوسط في دوامة نتائج مفاوضات النووي

لا شك ان ايران تعيش مأزقاً كبيراً يبدأ من ساحتها الداخلية التي استباحها “الموساد الإسرائيلي” من خلال الاغتيالات التي نفذها لأكثر من شخصية لها وزنها على صعيد برنامجها النووي والقيادات العسكرية في “الحرس الثوري الإيراني” فاجرت عملية تنقية جهازها ممن اعتبرتهم “عملاء” وان لم تشر لهم بالإصبع الا ان الوفيات الغامضة لبعضهم والروايات التي تخرج الى العلن تثير الكثير من التساؤلات لا بل تؤكد الشكوك بتصفيتهم وفق مصدر مطلع .

اما المأزق الخارجي وفق المصدر فهو يرخي بثقله عليها لاسيما مع الغموض الذي يكتنف نتائج محادثات فيينا الاخيرة والتي تنتظر جواب طهران في وقت تزعزعت فيها الساحة العراقية وانزلقت من دائرة سيطرتها مع اصرار الزعيم العراقي مقتدى الصدر على حل مجلس النواب واستمرار انصاره بالتظاهر والاعتصامات في محيط مجلس النواب مقابل تشتت الاطار التنسيق وعجز قائد فيلق القدس اسماعيل قآاني عن توحيد رؤيتهم وهذا الامر قد يدفع ايران الى اختيار الطرق المعهود لها والتي تتثل بتنفيذ اغتيالات ضد شخصيات وازنة في العراقي لا تواليها وهذا الامر تسرب في بعض وسائل الاعلام لناحية تحذير وزير الخارجية الاميركي انطوني بلينكن لرئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي حول فرق اغتيال تابعة للحرس الثوري الايراني عبرت نحو العراق ضمن مخطط لاغتيال مقتدى الصدر .

وليس بعيدا عودة التفجيرات بواسطة سيارات مفخخة واغتيال ناشطين بعد ان خفتت هذه الموجة وهي تطال كل من يعارضها من ابناء الامة العربية في حين تبقى التهديدات والتوعد بالانتقام من اسرائيل لناحية الاغتيالات التي قامت بها ان في العمق الايراني او على الساحة السورية وبالطبع اللبنانية تنتظر التوقيت والمكان المناسب في الخطب وهو ما عبر عنه حسين سلامي القائد العام للحرس الثوري الايراني عندما تمت تصفية قادة حركة” الجهاد الاسلامي” ورغم الفدائح البشرية والمادية انهت اسرائيل عمليتها ودخلت الوساطات على خط وقف اطلاق النار وهذا الامر بات يشكل استنزافا للفلسطينيين في غياب من انشأوا الفيالق والالوية لتحرير فلسطين .

اما في سوريا فبات مصير شعبها اشبه بمصير الفلسطينيين والصفقات تعقد على حساب ثورتهم ضد النظام وترحيلهم من البلدان التي لجأوا اليها قد يصبح واقعا في وقت لم تجد الحرب السورية طريقها الى الحل رغم المؤتمرات التي عقدت لصياغة دستور جديد ينصف الجميع لكن الامور لا يمكن ان تسلك طريقها الى الحل في ظل الصراع بين الدول والقوى على تقاسم مناطق النفوذ فيها .

اما لبنان فسيكون له النصيب الاكبر من هذه الصراعات كونه المحور الاساس للاعب الايراني والاشهر المقبلة ستشكل مرحلة مصيرية بالنسبة للبنان وشعبه لناحية تثبيت النفوذ الايراني على مؤسساته وسيادته او بداية التحرر وهو رهن المجلس النيابي الجديد في تحقيق آمال الشعب اللبناني ورفع يد ايران عنه ليعود رئة الشرق الاوسط والابن المدلل لدول الخليج العربي من خلال عودة الاستثمارات والمساعدات لانعاش ما تبقى من قطاعاته الاقتصادية والمصرفية والاستشفائية .

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال