"العمالة الانتقائية" لباسيل سلاح ذو حدين.. أصابه أولاً

تتحضر الجمهورية اللبنانية لاستحقاق الانتخابات البرلمانية كونها ستحدد اتجاه بوصلة تموضع لبنان في المحيط الذي ينتمي اليه فكيف اذا كان عضوا في “جامعة الدول العربية” التي حضنته ابان الحرب الاهلية من خلال موفديها وصولا الى “اتفاق الطائف” الذي رعته وحضنته المملكة العربية السعودية والذي اوقف الحرب الاهلية ما خلا المساهمات لناحية الاعمار والمساعدات خلال الاجتياح الاسرائيلي المتكرر للبنان وآخرها في تموز عام 2006 الذي دمرت المباني السكنية في الضاحية الجنوبية وقطعت اوصال المناطق اللبنانية بعدما هدمت الجسور وازهقت العديد من الارواح كل هذه الامور لا بد ان تعيد تنشيط ذاكرة اللبنانيين الذين سيشاركون في الاقتراع فاما ان يختاروا الخروج من جهنم او انهم يستمرون في تأجيجها وفق مصدر “خاص لصوت بيروت انترناشونال”.

ويتابع المصدر من يراقب المشهدية اليوم لناحية اسلوب التخاطب بين المتنافسين واستعمال ذخائر كلامية بعضها يصيب صاحبها دون ان يهتم لعاقبة الامور وبات ينطبق عليه ما اورده اشهر شعراء العرب زهير بن ابي سلمى في معلقته الشهيرة التي قال فيها “رأيت المنايا خبط عشواء من تصب” يمكن ان يوصف حالة العديد من المرشحين ولعل ابرزهم رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير السابق جبران باسيل الذي استل جميع انواع الاسلحة الكلامية التي يملكها وآخرها توصيف كل من ينتخب “القوات اللبنانية” بانه يقترع “لداعش” و”اسرائيل” وهو يقاتل على هذه الجبهة بشراسة مطلقة لان الجبهات الاخرى يحميها حليفه “حزب الله” ويؤمن له اسقاط اللائحة التي يتشاركها معه في الجنوب وفي بعلبك الهرمل.

وكونه يعيش حالة قلق كبيرة في اكثر من دائرة من بعبدا الى المتن وكسروان والبترون ومع اقتراب موعد الحسم اخرج سلاحا جديدا كان امين عام “حزب الله” السيد حسن نصر الله قد رفعه في اول خطاب له مع بداية الاسبوع حول مواجهة حزبه “لحرب تموز سياسية” فما كان من الوزير باسيل الا ان عزف على الوتر نفسه غير مدركا انه يوجه السهام باتجاه تياره وهو الذي اتهمته المعتقلة السابقة في سجون العدو الاسرائيلي سهى بشارة بالعمل على التطبيع بسبب مطالبته بعودة “المبعدين قسراَ” الى لبنان متناسيا انه وعد بمتابعته لحين تحقيقه لكنه خبأه في الادراج .

ويلفت المصدر ان التاريخ الحديث يشهد على الصفقة التي أخرجت عامر فاخوري واعادته الى الولايات المتحدة ولمن خانته الذاكرة فان توقيف العميد فايز كرم بتهمة العمالة لاسرائيل وهو الذي كان من اقرب الشخصيات للجنرال ميشال عون وجدران المحكمة العسكرية الدائمة تشهد على اعترافته وعلى الحكم الذي أصدرته وقضى بسجنه لمدة سنتين .

ويختم المصدر كلامه بالقول العمالة لا تكون انتقائية وكل من يحاول تحصيل المكاسب الشخصية على حساب سيادة الوطن وحقوق شعبه هو عميل …”رحم الله امرؤاً عرف حده فوقف عنده…”