ثم دأبت إسرائيل على قصف مواقع مختلطة لعناصر إيرانية ولبنانية في سوريا ، وقتلت المئات منهم ، على مدى سنوات مضت ، وبات حسن نصر الله يتوعد تل أبيب مجدداً ، لكن هذه المرة من الأرض اللبنانية ، فهو يحتل مؤسسات الدولة ، ولايقدر أحد على الوقوف في وجهه ، كون قرار السلم والحرب بيد الحزب ، وبعبارة أدق ، بيد الحرس الثوري الإيراني.
وبالتالي يدفع اللبناني الفقير والجائع فاتورة حروب ومغامرات نصرالله ، من إقتصاده ومستقبله وقوت أطفاله ، ويتحرش حزب الله بالجيش الإسرائيلي باحثاً عن عنتريات ولى زمنها ، كي يقول لجمهورها : إنه الحزب الممانع المقاوم ، وفي النهاية تحرق إسرائيل السهل والجبل والأخضر واليابس ويبقى نصر الله مختبأً في جحره وكأن شيئاً لم يكن ، وتصمت رئاسة لبنان صمت أهل القبور.
إلى متى سيبقى لبنان رهن إشارة خامنئي ؟ إلى متى سيضل أطفال لبنان وقوداً لحروب إيران كما يريد نصر الله ؟ ما علاقة لبنان بكل هذه المشاريع التوسعية لدولة فاشلة مثل إيران ؟ أسئلة كثيرة ليس بالمستحيل الإجابة عليها ، ولكن الصعب في لبنان وجود زعيم وطني أو شعب قوي يقف في وجه حزب الله ، ليقول له : كفى لعباً بالنار ، كفى خراباً ودماراً لبلد عظيم.
وبما أن العملية الحدودية فشلت و المجموعة التي أردات تنفيذها كشفت ، و إنتهت المسرحية التي أرادها نصر الله ، يجب على كل عاقل في لبنان أن يسأل : لماذا الصمت ؟ لماذا الخوف ؟ لماذا لايشرع لبنان بتطبيق الحياد الذي تحدث عنه الكاردينال الراعي كي يتجاوز الجميع هذه المصائب التي دمرت كل شيء ، وجمهور الحروب في لبنان لماذا يتقنون الهروب عندما تقع الأزمات ، أين هم ؟