الجمعة 17 شوال 1445 ﻫ - 26 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

المرحلة الأخيرة في لبنان

إن اي حكومة جدّية من المفترض أن تشكل في لبنان ، يتوجب عليها البحث عن حلول تخرج لبنان من الأزمة ، كما يجب أن تكون مهمتها الأولى متمثلة بتحرير لبنان من الاحتلال الايراني ، واي مهمة أخرى هي عبارة عن جهل مركب بطبيعة مشاكل لبنان او محاولة للتعمية على تلك المشاكل وتحويل الأنظار عنها

وستنتهي أي حكومة عتيدة قبل أن تبدأ إن لم تأخذ بعين الإعتبار قضية إحتلال إيران للبنان ، و ستتسبب بأزمات أكثر عمقاً وتداعيات اكثر قساوة على حياة اللبنانيين ومستوى معيشتهم ، لأن لبنان ضاق ذرعاً بكل هاتيك الممارسات التي إستهدفت لقمة عيش الناس و جعلهم أمام نكبة متعددة الأوجه

‏كما لا يمكن وقف الانهيار الحاصل في البلد الا بوجود حكومة تتخذ قرارات واضحة بتغيير السياسة الخارجية واعادة لبنان الى موقعه الجيو سياسي الطبيعي في قلب العالم العربي والعالم الغربي الحر بعيداً عن ايران والدول المارقة ، وكل اختصاصيي المال والمصارف والتقنيين لن يتمكنوا من فعل أي شيء دون وجود قرارات سياسية واستراتيجية منطقية

‏والإدعاء ان الحكومة المقبلة لن تعطي الثلث المعطل لأحد أكذوبة لن تمرّ أو تنطلي على المواطنين ، الثلث المعطل أو الكل المعطل هو نتاج طبيعي لحكومات المحاصصة التي تشكلت وتتشكل في لبنان من قبل الطبقة السياسية الفاسدة والمسيطرة على المشهد

وكل الصيغ المتداولة تجعل من ميلشيا حزب الله صاحبة القرار الأول والأخير في تحديد السياسات الاقتصادية والداخلية والخارجية لأي حكومة تتألف في لبنان ، فحزب الله من خلال عون وباسيل يفرض ما يريده ويجعل البلد ضمن معادلة الغالب والمغلوب ، فالغلبة لحزب الله والمغلوب هو الشعب

‏وقد لا يحصل اي حزب او تيار ظاهرياً على الثلث المعطل لكن مشروع ميلشيا حزب الله سيحصل على اكثرية النصاب والقرار في الحكومة ، كون الميلشيات تمسك بزمام الامور الأمنية من خلال سلاح إيراني ثقيل و محرم دوليا ومعارك يخوضها الحزب خارج لبنان في سوريا والعراق واليمن

‏ومثلما فعل حافظ الاسد في الماضي بما يخص لبنان هكذا تتصرّف اليوم ايران مع لبنان ، اذا تفاهمت مع اميركا و اسرائيل ، ‏تأخذ لبنان معها الى التفاهم بشروطها ‏و الاّ ، فلبنان وطن اسير حتى تنفرج في وجه ايران ، والسؤال هنا هل هذا الواقع ينتج حكومة ؟ و اذا حصل ما هي طبيعتها ؟

والمصيبة الأكبر في لبنان تتمثل اليوم بطبيعة المسرحية التي يود إخراجها المعنيون بتأليف الحكومة ، يظهرون الخلاف و يبطنون المصالح بينهم ، يحميهم السلاح غير الشرعي و يخافون من ثورة الشعب ، و يجمعهم الفساد و تفرقهم حاجة الناس للعيش الكريم ، إنهم بإختصار عصابات تسمي نفسها قيادات ، و مافيات تسمي نفسها ساسة .