الجمعة 10 شوال 1445 ﻫ - 19 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

رئيس وزراء السويد يعتزل الحياة السياسية.. ما سبب ذلك؟

الحزب الحاكم في مملكة السويد إختار زعيمة جديدة له، خلال المؤتمر السنوي للحزب في مدينة غوتبرغ، والزعيمة الجديدة هي ماجدولينا أندرسون وزيرة المالية في الحكومة الحالية، و من المفترض أن تصبح رئيسة لوزراء هذا البلد الإسكندنافي العضو في الإتحاد الأوروبي.

و قد عصفت رياح التغيير داخل الحزب الإشتراكي الديمقراطي السويدي، بإرادة مطلقة من زعيم الحزب السابق ورئيس الوزراء الحالي ستيفان لوفين، الذي قاد البلاد والحكومة خلال السنوات الثماني الماضية، وقرر بعد ذلك ترك دفة القيادة لوجه جديد، بعد أزمته الشهيرة مع حزب اليسار السويدي، الذي حجب الثقة عن حكومته السابقة، وعاد وتراجع عنها مفسحاً المجال له، بأخذ قسط من الراحة الحكومية التي رفضها الرجل – على ما يبدو – وقرر إعتزال العمل السياسي في بلاده.

وبوصول ماجدولينا أندرسون إلى سدة الحكم في البرلمان، كون حزبها يمتلك أغلبية محدودة، فإن السويديين يتطلعون لعهدها، وهم يطلقون عليها لقب “ميركل السويد” ، أي أنهم يشبهون هذه المرأة السياسية العنيدة بـ أنجيلا ميركل المستشارة الألمانية التي تودع منصبها في بلدها بعد أيام.

تعيش السويد هذه الأيام على وقع موسم إنتخابي مبكر، مع أن ولاية البرلمان الحالي تمتد لعام كامل تقريباً، لكن طبول المرشحين والمرشحات باتت تقرع، بعد وصول سيدة خامسة لرئاسة الحزب الأهم في البلاد، إلى جانب خمس سيدات أخريات، يتزعمن أحزاب المعارضة والحياد، مثل حزب اليسار والوسط والمسيحي الديمقراطي إضافة إلى الحزب الليبرالي، فضلاً عن حزب البيئة أو الخضر الذي له رئاسة مشتركة تتمثل بسيدة ورجل.

ولعل التجربة السياسة في السويد، إختصرها رئيس وزرائها الحالي لوفين، حين قال في كلمته الوداعية لرفاقه: “إن أي حكومة مقبلة يجب أن تخدم بشكل جيد سائق الشاحنة كما تخدم الطبيب واللحام ورئيس الوزراء”، ففلسفة الحكم لدى هذا الحزب ذي التوجهات الإشتراكية الديمقراطية تتلاقى مع أيديولوجية الحزب الديمقراطي الذي يحكم أمريكا اليوم، لتتناقض مع مضمون سياسة خصمه التقليدي حزب المديرات، أو الحزب الجمهوري السويدي كما يحلو لأنصاره البرجوازيين تسميته أحياناً.

وتتمسك السويد خلال فترة حكم الحزب الإشتراكي لها، بعلاقات مميزة إقتصادياً وسياسياً مع العالم العربي، لاسيما دول الخليج العربي، وعلى وجه الخصوص مع السعودية والإمارات، بحكم كونهما شريكين رئيسيين للسويد في مجالات التكنولوجيا والطاقة والصناعات الثقيلة التي تتميز بها السويد.

ودخول السويد على خط الأزمة اليمنية، تم تدشينه قبل عامين تقريباً بشكل رسمي، حين إحتضنت عاصمتها ستوكهولم مفاوضات مهمة بين الحكومة الشرعية وجماعة الحوثي الإنقلابية، لينتج عن ذلك ما سمي لاحقاً بإتفاق ستوكهولم الذي خرقته الميليشيات، ولم تلتزم بشقه المتعلق بمدينة الحديدة الإستراتيجية.

وقد صوت مجلس الأمن الدولي قبل أشهر قليلة، على تعيين الدبلوماسي السويدي المخضرم “هانس غروندبيرغ” مبعوثاً أممياً لليمن، وتلك خطوة أقدم عليها العالم، بعد حرص السويد على الدفع قدماً بمبادرتها السلمية حيال هذا البلد العربي المنكوب، سيما وأن وزيرة خارجية السويد آتي ليندي كانت قد زارت بداية الصيف الماضي كلاً من السعودية والإمارات وسلطنة عمان، بغية إيجاد حل لهذا النزاع المستمر.

فهل سيكون للسويد وجه سياسي جديد بعد وصول ماجدولينا أندرسون المتوقع لرئاسة الحكومة؟  والجواب على ذلك سيكون رهناً بأداء الحكومة الإشتراكية العتيدة، والسياسات الداخلية والخارجية التي تنوي تطبيقها.