الخميس 15 شوال 1445 ﻫ - 25 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

المشروع الأميركي "لتفكيك مخدرات نظام الأسد" وُضع موضع التنفيذ

يوم ضرب الزلزال المدمر في شباط من العالم الجاري تركيا وسوريا تهافت العالم للمشاركة في عمليات الانقاذ والإيواء وتقديم المساعدات الطبية، وكان الأمر طبيعيًا بالنسبة لعدد من الدول التي أنشأت جسرًا جويًا باتجاه مناطق نظام بشار الأسد، في وقت عانت مناطق الشمال السوري الذي يخضع لسيطرة “الجيش الوطني الحر” والفصائل المعارضة للنظام.

وما زاد من هذه المعاناة قرار الولايات المتحدة الأميركية رفع العقوبات عن سوريا لمدة 6 أشهر، الأمر يومها اعتبره المعارضون خطوة قد تقود إلى التطبيع مع بشار الأسد، إلّا أنّ بيان الإدارة الاميركية شدد على أن العقوبات لا تشمل المساعدات الإنسانية، وأن الترخيص الممنوح لا يغطي الإجراءات المتعلق ببيع النفط السوري والمنتجات البترولية. هذا الأمر تأكد لجميع المراقبين وأن لا محاولة لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء مع النظام الحالي.

البارحة أدرج مكتب مراقبة الأصول الأجنبية (أوفاك) التابع لوزارة الخزانة الأميركية بالتنسيق مع المملكة المتحدة لإدراج أفراد رئيسيين على لائحة العقوبات لدعمهم لنظام الأسد وقيامهم بإنتاج وتصدير الكبتاغون. وأشار المكتب “إلى أنه يتم تنفيذ بعض عمليات الإدراج هذه بموجب قانونُ قيصر لحماية المدنيين في سوريا الذي تم اعتماده في العام 2019 (قانون قيصر)، وهي تسلط الضوء على الدور المهم الذي يلعبه تجار المخدرات اللبنانيون – الذين يحافظ بعضهم على صلات بحزب الله – لتسهيل تصدير الكبتاغون. ويبرز هذا الإجراء أيضًا هيمنة عائلة الأسد على الإتجار غير المشروع بالكبتاغون وتمويله للنظام السوري القمعي” وفق مصادر متابعة للعقوبات الأميركية على نظام الأسد.

إن هذا الإجراء وفق المصادر، يؤكد أن الولايات المتحدة ما زالت ملتزمة بالقانون الذي أقره مجلس النواب الأميركي ووقعه الرئيس جو بايدن في كانون الأول من العام 2022، والذي ورد ضمن موازنة الدفاع الأميركية تحت مسمى “قانون محاربة الكبتاغون الذي يصنعه نظام الأسد في سوريا” من خلال وضع استراتيجية مكتوبة خلال مدة أقصاها 180 يومًا” لتعطيل وتفكيك ‘نتاج المخدرات وال‘تجار بها والشبكات المرتبطة بنظام الأسد في سوريا والدول المجاورة .

ويضيف المصدر أن العقوبات التي أصدرتها “أوفاك” تشكل ترجمة للقانون الذي أقر، وكان لافتًا لناحية الأسماء التي طالتها العقوبات التي ترتبط بصلة قرابة مع بشار من خالد قدور المقرب من ماهر الأسد قائد الفرقة الرابعة والذي وصفه البيان بـ “السيئ السمعة” والذي يشتهر بإدارة العديد من مخططات توليد الدخل غير المشروع، والتي تتراوح من تهريب السجائر والهواتف المحمولة وصولا إلى تسهيل إنتاج الكبتاغون والإتجار به.

أما الثاني فهو سامر كمال الأسد أحد أقرباء الرئيس الأسد، الذي يشرف على منشآت إنتاج الكبتاغون الرئيسية في مدينة اللاذقية السورية بالتنسيق مع الفرقة الرابعة وبعض شركاء حزب الله. وقد تم وفق البيان ضبط 84 قرص كبتاغون في العام 2020، تم إنتاجها في مصنع يمتلكه سامر في مدينة اللاذقية السورية في ميناء سلرنو الإيطالية، وتقدر قيمة هذه الأقراص المضبوطة بـ1,2 مليار دولار. وتشير التقارير أيضًا إلى امتلاك سامر مصنعًا ينتج الكبتاغون في منطقة القلمون القريبة من الحدود السورية اللبنانية.

وشملت العقوبات أيضًت وسيم بديع الأسد، وهو أيضًا أحد أقرباء الرئيس الأسد. لعب دورًا رئيسيًا في الشبكة الإقليمية للإتجار بالمخدرات وأقام شراكات مع موردين مهمين لتهريب المواد المهربة والكبتاغون ومخدرات أخرى في مختلف أنحاء المنطقة، وذلك بدعم ضمني من النظام السوري.

كما أدرج عماد أبو زريق الذي يتولى وفق “أوفاك” حاليًا قيادة ميليشيا مرتبطة بشعبة الاستخبارات العسكرية السورية، وقد لعب دورًا مهمًا في تمكين إنتاج المخدرات وتهريبها إلى جنوب سوريا. ويتولى زريق بموافقة شعبة الاستخبارات العسكرية التي سبق أن أدرجتها الولايات المتحدة على لائحة العقوبات قيادة مجموعة ميليشياوية تسيطر على معبر نصيب الحدودي الحاسم بين سوريا والأردن. ويستخدم زريق سلطته على المنطقة لبيع المواد المهربة وتشغيل مضارب حماية وتهريب المخدرات إلى الأردن والتجنيد المباشر لصالح شعبة الاستخبارات العسكرية.

وفي الشق اللبناني، فقد طالت العقوبات حسن محمد دقو يحمل الجنسيتين السورية واللبنانية، الذي يطلق عليه لقب “ملك الكبتاغون” ويرتبط وفق “أوفاك” بعمليات تهريب مخدرات نفذتها الفرقة الرابعة وبغطاء من حزب الله. ألقي القبض على دقو في لبنان في العام 2021 بتهم تهريب المخدرات ذات الصلة بشحنة ضخمة من الكبتاغون ضبطت في ماليزيا وهي في طريقها إلى المملكة العربية السعودية، وتشير التقارير إلى أن عناصر حزب الله قد سهلوا قدرة دقو على مواصلة إدارة أعماله أثناء تواجده في السجن وفق مكتب الخزانة الأميركية. اكتسب دقو سمعة كمصدر للكبتاغون وميسر للتهريب عبر الحدود السورية اللبنانية بحماية شركاء من حزب الله.

كما شملت العقوبات نوح زعيتر الذي أكدت “أوفاك” ارتباطه بشكل وثيق بالفرقة الرابعة ويحظى بحمايتها كما يرتبط ببعض من عناصر حزب الله. ويختم المصدر كلامه بالقول إن العمل بدأ على تجفيف المنابع التي تزود نظام الأسد بمليارات الدولارات التي تعتمد على تصدير “سياحة الكبتاغون” الأمر الذي قد يسرع انهيار منظومته ماليًا.