الخميس 23 شوال 1445 ﻫ - 2 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

"المشهد اليوم": الحكومة تنأى بنفسها عن شعبها وحزب الله يدخل لبنان في حروب ايران

حتى مولدات الكهرباء، تتجه إلى أزمة تقنين خانقة، على خلفية شح المازوت المهرّب أو المتبخر، الأمر الذي فاقم حركة الاحتجاجات في الشارع، من العاصمة إلى المناطق وسائر الأقضية والمحافظات، في وقت يطعم فيه وزير الطاقة ريمون غجر «بدم بارد» المسؤولين في الحكومة، والمواطن المستنزف “جوزاً فارغاً”.

 

وآخر وعود الوزير، الذي شارك في اجتماعين ترأسهما الرئيس حسان دياب في السراي الكبير، الأوّل لمجلس إدارة كهرباء لبنان، والثاني مع شركات النفط بمشاركة المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، ان أزمة الكهرباء في طريقها إلى حل ممرحل.

فبعد وصول باخرة الأسبوع الماضي، ستصل ثانية قبل نهاية هذا الأسبوع، على ان تصل بواخر “غاز- اويل” الأسبوع المقبل، مما يؤدي- حسب الوزير- إلى زيادة في إنتاج الكهرباء.

وعن عودة الكهرباء إلى بيروت الإدارية، والتي كانت تتغذى من 20 إلى 22 ساعة، فهي بحاجة إلى عودة إنتاج الكهرباء بشكل طبيعي.. أي إنتاج 1700- 1800 ميغاوت من خلال عمل المعامل كافة، متوقعاً ان تعود التغذية الأسبوع المقبل.

سياسياً، توزّع المشهد بين موضوع الحياد الذي ما زال يتفاعل ويتصدّر الواجهة السياسية، وبين المواقف الخارجية المُحذّرة من مزيد من تدهور الأوضاع اللبنانية، وبين الزيارات المرتقبة لمسؤولين خارجيين لن تخرج عن سياق نصح لبنان بضرورة السير على طريق الإصلاح، وبين الأزمة الماليّة التي تراوح مكانها والاحتجاجات الشعبية التي تتصاعد مع انقطاع التيار الكهربائي وعودة مشهد النفايات والارتفاع المتواصل للمواد الاستهلاكية أو ما تبقّى منها، والخشية من إقفال المستشفيات أبوابها وانقطاع الأدوية الأساسية.

في المقابل، لم تكن موفقة مقاربة رئيس الجمهورية ميشال عون لمفهوم حياد لبنان الذي ينادي به البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي. وهل من أحد أساساً في لبنان أو في العالم دعا اللبنانيين إلى الحياد مع إسرائيل؟ لا بل البطريرك نفسه ما انفك يكرر عبارة “باستثناء إسرائيل” عشرات المرات وآخرها كان من قصر بعبدا لكي لا يُؤخذ كلامه على غير مراميه.

فإذا كان مفهوماً أنّ يلجأ “المطبخ” الإعلامي لقوى 8 آذار إلى تحوير مفهوم الحياد الإيجابي ووصم مطلقيه بتهم تخوينية ومؤامرات “صهيو – أميركية”، لكن ما ليس مفهوماً هو ألا يبدي رئيس البلاد الحماسة المأمولة منه إزاء طرح الكنيسة المارونية الإنقاذي للوضع اللبناني ومساهمته في تمييع جوهر الحياد ومحاولة تفخيخ مضمونه بصاعق المواجهة مع إسرائيل وحق الدفاع عن النفس.

الى ذلك، وخلال اجتماع حكومي ـ مالي ـ مصرفي ـ اقتصادي عقد عصر أمس برئاسة رئيس الحكومة حسان دياب، طَوت الحكومة خطتها الاصلاحية، لا بل انقلبت على نفسها لتنطلق الى البحث عن خطة بديلة، وذلك بعدما اطّلع المجتمعون على نتائج الاجتماعات التي عقدها المستشارون والخبراء، إضافة إلى مضمون الاجتماعات مع صندوق النقد الدولي.

توازياً، كانت لمساعد وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط ديفيد شينكر خلال الساعات الأخيرة سلسلة مواقف تؤكد المؤكد حيال نظرة واشنطن والمجتمع الدولي للوضع اللبناني، فهو إذ رأى في الحديث عن “مفاوضات” بين الحكومة اللبنانية وصندوق النقد الدولي توصيفاً فيه شيء من “المبالغة” باعتبار أنّ ما يجري راهناً هو كناية عن مجرد “محادثات لم تتطور لبلوغ مرحلة المفاوضات”، أعرب شينكر في ندوة إلكترونية عقدها مع حلقة ضيقة من الإعلاميين اللبنانيين عن أسفه لكون حكومة دياب “لم تبذل جُهداً يُذكر للمضي بالأشياء قدماً، ولعل ذلك نتيجةً لوجود ائتلاف من حلفاء حزب الله معارض بشدة للإصلاحات لأنها تقوّض قدرة الحزب على الاستفادة من المؤسسات المالية اللبنانية”.