الأحد 26 شوال 1445 ﻫ - 5 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

باسيل بين الإبراء المستحيل والتبرؤ الممكن!

هدأت عاصفة جلسة 14 حزيران بعد اخفاق مجلس النواب اللبناني في انتخاب رئيس الجمهورية، وعادت الأحزاب والكتل والتيارات الى مواقعها السابقة، بعضها بقي ثابتاً على مواقفه لناحية عدم القبول بالوزير السابق سليمان فرنجية المرشح من محور الممانعة الذي فرضه الثنائي “حركة امل” و”حزب الله”، والبعض الآخر كرئيس “التيار الوطني الحر” الوزير السابق جبران باسيل ركب قطار المعارضة في دعم ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور، كون الضرورات تبيح المحظورات، لاسيما وان الود بينه وبين “حزب الله” أصابه الوهن نتيجة ترشيح فرنجية المرفوض من تكتل “البرتقاليين”… عاد باسيل الى المربع الذي يمكنه من تحقيق الفوائد التي تخرجه وتياره من العناية الفائقة التي يعيشها بعد خروج عمه الرئيس السابق من الحكم والسلطة.

وفق مصادر سيادية معارضة ومواكبة لحركة باسيل، ان إعادة الربط التي يقوم بها الأخير مع “حزب الله”، لم تكن مستبعدة لا بل متوقعة في لحظة ما باعتبار التوافق على تأييد أزعور، كان توافقا على القُطعة والقطعة التي عاشها بعد تفرق حلفائه و”الضعضعة” في صفوف تياره لناحية خروج البعض وانتظار البعض الآخر الفرصة المناسبة للانسحاب من التكتل والتيار.

وتلفت المصادر الى ان أزعور شكل لباسيل الضوء الذي من خلاله استطاع إصابة أكثر من هدف، لاسيما باتجاه حليفه “حزب الله” لناحية اظهاره لعجز الأخير عن حشد الأصوات بغياب التيار، ورسالة أخرى بالاتجاه المعاكس يمنن فيها المعارضة بوقوفه الى جانبهم لناحية عدم السماح بفرض مرشح يخالف الرأي العام المسيحي لناحية دعم ترشيح أزعور.

اليوم انهى باسيل عملية البيع بين الفريقين، وانتقل الى بازار آخر مع الحزب، وهو ما كانت تحذر منه المعارضة لناحية عدم الوثوق بخطوات صهر العهد وان الاتفاق لن يشمل سوى اسم المرشح ولا يمكن الاتفاق معه على نقاط أخرى بانتظار تصويت كتلته لصالح مرشحهم والتي ستبنى عليها الخطوات اللاحقة.

عاد باسيل الى المربع الذي يحظى فيه “بالدلال” وان لم تكن الاستدارة كاملة، وهذا الامر ثبت شكوك المعارضة حول العلاقة التي لم تنقطع بين باسيل وحارة حريك، والمتوقع ان تتطور وقد تعود المياه الى مجاريها، لناحية إمكانية عقد صفقة مع الحزب بقبول ترشيح فرنجية تشبه سابقتها تحت عنوان “نيو تفاهم مار مخايل” وستكون لصالح الطرفين لان الحزب بات يدرك عدم قدرته على إيصال مرشحه وحيدا ، كما ان باسيل يعلم ان موافقته على أزعور لن تجلب له “المن والسلوى” لان الأخير لن يكون “خاتماً” في اصبعه.

وفي قراءة مختلفة ترى المصادر ان التوافق بين باسيل و”حزب الله” قد يخرج فرنجية من السباق لاسيما وان المساعي الخارجية لم تتمكن من تحقيق أي خرق في جبهة المعارضين لوصول الأخير، وهو ما سيدفع بالحزب الى التوافق مع رئيس التيار على مرشح “لا لون ولا طعم له” لا يخرج من عباءة الحليفين، وبذلك يصل الى الكرسي مجرد من الصلاحيات التي ستبقى في قبضة من رشحه ودعمه.

يختم المصدر مؤكداً ان إعادة تموضع باسيل الى جانب حليفه “حزب الله” لن يؤثر على خيارات المعارضة بمنع وصول أي مرشح من محور الممانعة، كما ان كلام امين عام “حزب الله” حسن نصر الله الأخير، يؤكد على ثبات هذا المحور باتجاه فرض مرشحه عندما شبه فرنجية بالرئيس السابق اميل لحود والرئيس السابق ميشال عون، وبذلك يعني فيها انه “سيثلثها” …”التالتة” ثابتة.

وبالتالي لن تقبل المعارضة باي مخرج لا يأتي برئيس يتمتع بحد ادنى من المواصفات السيادية، قد يشبه الرئيس السابق ميشال سليمان او افضل منه في حوار داخل مجلس النواب فقط.

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال