الثلاثاء 7 شوال 1445 ﻫ - 16 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

باسيل يحاول فكّ "الطوق" الذي ارتضى أن يلفّ حول عنقه

لن يهدأ ولن يستكين رغم نفاذ ذخيرة مواقفه وهذا ما دفعه إلى فتح دفاتر “التيار العوني” القديمة، التي تراكمت عليها الغبار، منذ أن عقد العزيمة ورافق عمه الجنرال ميشال عون في مفاوضات مع “حزب الله” انتهت بتوقيع “اتفاق مار مخايل” في 6 شباط 2005 والذي تغطت على بنوده العموميات. دورت فيه الزوايا سلم يومها “التيار الوطني الحر” الودائع التي وضعها في عهدته نسبة كبيرة من المجتمع المسيحي، الذي لم يكن مدركًا أن الاتفاق تم التوقيع عليه وفق الصيغة التي ظهرت في نص التفاهم على القاعدة المكيافيلية “الغاية تبرر الوسيلة” وفق مصدر عوني سابق.

اليوم ومن خلال الظهور الأخير لرئيس “التيار الوطني الحر” ووريث الحقبة العونية جبران باسيل، يرى المصدر أن الأخير ما زال يمنن نفسه بالوصول إلى كرسي الرئاسة الاولى كوريث شرعي و”صاحب أكبر كتلة نيابية”، وهذا ما يجعله المرشح الطبيعي والمنطقي وفق تعبيره، حيث استعار بعض المصطلحات التي دونها في مفكرته ما قبل اتفاقه مع “حزب الله”، من خلال تشديده وحرصه على تحييد لبنان عن النزاعات والصراعات في وقت ينغمس حليفه في الصراعات داخل العديد من الدول العربية .

أما معزوفة “الفساد” فباتت الشماعة والمرتكز الأساسي الذي يدغدغ فيها مشاعر اللبنانيين لا سيما أصحاب الودائع في المصارف، وروايات استرجاع الأموال التي هربت إلى المصارف الخارجية والتعريج على تعاميم حاكم المصرف المركزي رياض سلامة، الذي استمع الوفد القضائي الاوروبي إلى شهادته، وعاد إلى مكتبه لإكمال مهامه التي تحظى بموافقة ومباركة المسؤولين والمساعدين والمراقبين الذين يمثلون تياره وحلفائه في الحاكمية وفي الوزارات المعنية وعلى رأسها وزارة المال، وفاته أن هذه المنظومة المشتركة، سمحت له بالحصول على ما يفوق الـ 40 مليار دولار لتحقيق حلم اللبنانيين بكهرباء 24/ 24 انتهت بعتمة شبه شاملة، فهل بإمكاننا استعادة ما تم حرقه من هذه الأموال في الأجواء اللبنانية عبر دواخين البواخر التركية.

ويلفت المصدر إلى أنّه غاب عن وريث الرئيس السابق ميشال عون، أن الأخير أكد أنه لن “يترك موقعه إلا وأكون كشفت كل فاسد” لكنه خرج متفاخرًا بإنجاز ترسيم الحدود البحرية مع “اسرائيل”، التي انتزعت حقل “كاريش” وسيطرت على مضمون الاتفاق من خلال استحواذها على إيراد اسمها في معظم بنوده، وبدأت بالتصدير وغابت مسيرات “حزب الله” عن الحقل ومحيطه، والشعب اللبناني ينتظر قدوم بواخر شركة “توتال” في وقت تشتعل فيه شوارع باريس، التي انتقلت إليها عدوى تظاهرات الشغب المفرط.

ويختم المصدر بتوصيف خطاب باسيل بأنه محاولة لفكّ الطوق الذي وضع نفسه بداخله وجعله في عزلة داخلية على الصعيد المسيحي، وخارجية نتيجة ما رتبه على نفسه من عقوبات ودعوته للاستعداد للشارع والهتاف للسيادة.. عن أي سيادة تتحدثون وأنتم من فرطتم بها؟