الجمعة 10 شوال 1445 ﻫ - 19 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

باسيل يقدم "طاعته للسيد" وبوريل يؤكد حاجة لبنان الى "قبطان"

يبدو ان كلام ممثل الشؤون الخارجية للاتحاد الاوروبي جوسيب بوريل وتحذيراته من “العقوبات” لاقت مصير التحذيرات الفرنسية فقبل انتهاء زيارته ببضع ساعات اطل رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير السابق جبران باسيل في مؤتمر صحافي ظهر الاحد وهذا التوقيت بات تقليداً بعدما اعتمده منذ اشهر.

انحدر صهر العهد من علو شاهق يبلغ 1780 متراً حيث يقع قصره، واختار ان يكون بين اهله في البترون التي له علاقة بحجارتها وتاريخها… من هناك يمكنه ان يوجه نداءه ويقدم طاعته لحارة حريك عبر موج شواطئ بلدته.

تحدث عن الوطنية واعرب عن رفضه للطائفية ولكن لا بد من تحصيل حقوق المسيحيين الذين يمثلهم وطالما لم تنزع عنه هذه الصفة سيصمد مع ناسه ولن يستسلم.

اما لناحية الخسارة فهو سيقاتل لعدم الوصول اليها… لان ما يمكن خسارته اليوم لا يمكن استعادته لاسيما وانهم ككتلة كبيرة وفق الاحصاءات والارقام التي يواجه فيها اخصامه كسبها كونه من اعمدة “التيار الوطني الحر” ومن رافق رئيس الجمهورية ميشال عون والمدافع والناطق بما يدور في ذهنه الا ان “رئيس الجمهورية ليس عنده لا صوت بمجلس الوزراء ولا كلمة باختيار رئيس الحكومة ولا يجب ان يكون عنده وزير صورة على الحيط”.

من خلال هذا المضمون الذي ورد في بداية مؤتمر باسيل يبدو انهم “براء من التعطيل” وان الموفدين الفرنسيين والاوروبين والعقوبات الاميركية التي انزلت بحقه هي مجرد انتقام سياسي لربما كان هناك “تار قديم” لذا فان هذه الدول تحاول مساعدة الشعب اللبناني لتنتقم من الوزير جبران باسيل في السياسة.

الطامة الكبرى وفق كلام باسيل هي تمسك الثنائي الشيعي بوزارة المالية واستثنائها من المداورة وكأنها “حق دستوري” ويمنع عن “غيره غير وزارات (مثل الطاقة) بالطبع هذا الامر يخرج عن عدالة المداورة فكيف يمكن منع تنفيذ مشاريع وزراء التيار وخطتهم في تطوير هذا القطاع وحرمان اللبنانيين من الكهرباء خلال السنوات العشر الماضية ومازالوا وباتت كهرباء الشركة تقوم بزيارة المنازل ساعتين.

وبالطبع بعد القصف العنيف بين عين التينة وقصر بعبدا كان لا بد من الشكوى ومن غير حسن نصر الله الذي تصافح معه في “اتفاق مار مخايل” التاريخي الذي قصفه عدد من نواب التيار ووجهوا الاتهامات الى حزبه بتغطية الفاسدين…. الا ان المسار التاريخي من التعاون الذي بدأ بشباط 2005 يستحق الاستنجاد بامين عام “حزب الله” حين قال: “بدّي استعين بصديق هو سماحة السيد حسن نصر الله، لا بل اكثر، اريده حكما وأئتمنه على الموضوع… انا لا اسلّم أمري ومن امثّل الى السيّد حسن بل ائتمنه على الحقوق”… هذه الحقوق لم يحدد بنودها وهل هي خاصة ام عامة؟ هل تتعلق بالمسيحيين عامة ام بـ”التيار الوطني الحر”؟ لا بد من انتظار استجابة نصر الله للنداء والمناشدة الا ان المراهنة على الخلاف الشيعي – الشيعي طريق محفوف بالمخاطر.

انتهى خطاب باسيل الذي غلب فيه منطق “الذمية” ولكنه عاد وسلم كل مقدراته وامكاناته وطاعته “للسيد” بعدما افرغ الرصاص الذي كان في جعبته بجميع الاتجاهات حتى على من يدافع عن حقوقهم، شركائه بحقوق المسيحيين، في وقت اقلعت طائرة ممثل الاتحاد الاوروبي بوريل من مطار رفيق الحريري الدولي بعدما وضع النقاط على الحروف بقوله “اي سفينة في خضم العاصفة بحاجة الى قبطان والى طاقم حتى يعمل النظام والا سيكون مصيرها الغرق”… يبدو انه لم يتمكن احد من المشاركين في لقائه الاخير من تذكيره اننا في جمهورية يرأسها الجنرال ميشال عون ولديها سلطة تشريعية وتنفيذية وقضائية فكيف نكون بحاجة الى قبطان؟!