استنفرت صفحة “أخبار عربصاليم” معلقة على الصور: “توافد في الأونة الأخيرة عدد من المواطنين الى نهر الخرخار من خارج البلدة وعمد البعض منهم الى شرب المشروبات الكحولية ورميها على ضفاف النهر. نطلب من الضيوف مراعاة الضوابط الاجتماعية والدينية في البلدة، وعدم اصطحاب المشروبات الكحولية والالتفات لموضوع اللباس، لأن حريتهم الشخصية تتعارض مع عاداتنا وأعرافنا خصوصا في هذه الأرض التي وطأتها اقدام المجاهدين، وارتوت بدماء الشهداء”.
ليست المرة الاولى التي يعمل فيها “حزب الله” وبيئته على فرض قواعد شرعية وتقييد الناس بنمط حياة وفقاً لمعتقد الحزب الديني، فقد سبق ان اغلق محلات بيع الخمور في كفررمان عبر الضغط واستنفار بعض رجال الدين،
الناشطون على “فايسبوك” اعترضوا على ما ورد على صفحة عربصاليم من مسّ بحريّة مرتادي النهر، مؤكدين أن النهر ملكية عامة لا يحق لأي جهة فرض شروطها على مرتاديه، وبأن الجنوب ليس للشيعة فقط، فهناك المسيحيون والمسلمون السنة والموحدون الدروز، وحتى الشيعة في جنوب لبنان وفي البقاع حيث تجمعاتهم الرئيسية، لا يتبعون جميعهم لحزب أو حزبين معبرين عن رفضهم اعتبار ان “أرض الشهداء” في الجنوب لا يطأها إلا “المؤمنون” من جند “حزب الله”.
لا شك ان “حزب الله” بدأ ينتقل منذ سنوات من مرحلة “المال النظيف” إلى مرحلة “المجتمع الشريف” وهذا يعود الى مشروع الحزب الذي يذكر به بين الفينة والاخرى والقائم على” إقامة الدولة الإسلامية في لبنان”، حيث وضع قواعده الاجتماعية وبدأ بتطبيقها في مربعاته الأمنية محاولا التوسع بها، فالحرية الشخصية غير موجودة في قاموس الحزب الذي يهدف الى تحويل لبنان الى دولة تابعة لولاية الفقيه على مساحة الـ 10452.