السبت 25 شوال 1445 ﻫ - 4 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

بو صعب يرمي "التيار الوطني الحر" بسهم الانتخابات النيابية المبكرة

استل نائب رئيس مجلس النواب اللبناني سهما من مجموعة يحتفظ بها في حقيبة الصيد الخاصة به، منذ انضوائه في مقطورة تكتل “التيار الوطني الحر” وانتمائه إليه كإطار لعمله في الشأن السياسي، متمايزا عن الشخصيات النيابية التي تحيط برئيس “التيار الوطني الحر” الوزير السابق جبران باسيل التي تخضع لإرادة وقرارات الأخير ورأس حربته في معاركه.

أدرك بو صعب باكراً أن عملية التضحية به لصالح شخصيات أخرى تشكل أكثر أمانا لناحية الطواعية لقرارات باسيل، وكانت الواقعة الأولى يوم معركة الانتخابات النيابية الأخيرة في المتن حيث بينت نتائج الأصوات أن عملية إسقاطه والنائب إبراهيم كنعان أو تحجيمهما تم التخطيط لها في المطبخ العوني، فكان الموقف الشهير للنائب كنعان الذي أشار فيه إلى أن “من حاولوا إسقاطنا ليسوا قلة وقد انتصرنا”.

ظهرت محاولات تمايز بو صعب عن مواقف التيار الباسيلي في عدة محطات انطلقت بداية من إحجامه عن المشاركة في اجتماعات التيار، لا بل ذهب أبعد من ذلك لناحية رفضه التصويت بالورقة البيضاء في جلسات انتخاب رئيس الجمهورية مخالفاً تعميم باسيل، وسبقته المعركة التي خيضت على نيابة رئاسة مجلس النواب بينه وبين النائب الآن عون، والتي حبكها رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري الذي يبدو أن التناغم بينه وبين بو صعب يذهب بنا إلى العلاقة التي كانت تربط رئيس المجلس بالنائب السابق إيلي الفرزلي ولو انها لا تتشابه معها من ناحية المتانة، لكن بو صعب أظهر في هذه الفترة قدرته على مسايرة الرئيس بري في عدة محطات لا سيما عندما حاول تصويب موقف رئيس تياره الذي سجل اعتراضه وانتقاده لقرار الرئيس ميقاتي وبري معا في قرار تقديم الساعة باعتباره “أن باسيل أخطأ باستعمال بعض المفردات”.

يعتبر أحد المصادر أن العلاقة بين بو صعب وباسيل تميل لصالح الأول الذي أدار صولات وجولات عملية ترسيم الحدود البحرية مع “إسرائيل” حيث كان سفيراً للرئيس بري غير معلن فيها كما كان ممثلاً للتيار نظرا لعلاقة الصداقة التي تربطه بالوسيط الأميركي آموس هوكشتاين حيث شكل نقطة تقاطع بين الفريقين وتصدر المشهد لناحية تذليل العقبات التي كانت تعترض التوقيع الأخير للاتفاق.

لا شك أن بو صعب يحاول لعب العديد من الأدوار أن على صعيد تمثيله في منطقة المتن حيث يطمح إلى وراثة النائب الراحل ميشال المر على الصعيد الخدماتي في المنطقة وعلاقته بالرئيس بري كوريث للفرزلي، وما استنباط اقتراح إجراء انتخابات نيابية مبكرة إلا الدليل الناصع على التوافق مع سيد المجلس في محاولة لوضع التيار الوطني ورئيسه في “بيت إليك”، مع العلم أن بو صعب كان أول المتقدمين باقتراح لتأجيل الانتخابات البلدية لاستحالة إجرائها فكيف إذا كانت على نطاق الانتخابات النيابية، وهذا الأمر يشكل إحراجا للتيار البرتقالي الذي يدين بعدد كتلته إلى الثنائي وقد يحرم منهم أن تم التوافق على إجراء هذه الانتخابات المبكرة، وهذا الاقتراح لبو صعب اعتبر سهما مزدوجا أطلقه باتجاه رئيس التيار وإثباتا على تمايز الأخير عنه، والرد غير المباشر على بداية مسار إقصائه الذي تظهر خلال الانتخابات النيابية الأخيرة.

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال