الجمعة 9 ذو القعدة 1445 ﻫ - 17 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

بيان الخارجية اللبنانية حول حرب روسيا واوكرانيا كان يجب ان يصدر عن مجلس الوزراء

ما ان اصدرت وزارة الخارجية اللبنانية بيانها حول ادانة روسيا بشكل مباشر لما وصفه بالاجتياح الروسي للاراضي الاوكرانية حتى توالت ردود الفعل المؤيدة من جهة والمعارضة من جهة اخرى، وكأن لبنان لم يكن ينقصه سوى انقساما جديدا يضاف الى انقساماته الداخلية والخارجية وهذه المرة من خلال موقف وزارة الخارجية من موضوع الحرب الروسية -الاوكرانية، واللافت ان بعض الاطراف التي شجعت على صدور هذا البيان او ربما كانت هي خلفه عادت وتنصلت منه بعد الموقف الروسي الذي صدر عن سفارتها في بيروت، والذي اعتبر ان الموقف اللبناني هو موقف مخالف لسياسة النأي بالنفس الذي يعتمدها لبنان وتموضعه الى جانب طرف ضد طرف اخر، وبيان السفارة الروسية لم يكتفي بذلك بل ذهب الى حد تذكير لبنان بانها لم توفر جهدا في الاسهام بنهوضه واستقراره، معتبرة ان بيان الخارجية لا يراعي العلاقات الثنائية الودية التاريخية بين بيروت وموسكو.

مصادر سياسية خبيرة في العلاقات الدولية تؤكد “لصوت بيروت انترناشيونال” ان بيان الخارجية اللبنانية اتى متسرعا، وتعتبر بأنه في مثل هكذا تطورات متعلقة بعلاقات لبنان الدولية يجب درس كل الخطوات التي يمكن ان يتم اتخاذها لمعرفة تداعياتها على الداخل اللبناني، وتشدد المصادر الى انه كان على مجلس الوزراء اتخاذ موقف موحد من هذا الملف، وعدم تجاهل هذا التطور الهام كما حصل في الجلسه الاخيرة، لانه لا يمكن ان تكون مواقف بهذه الاهمية محصورة بوزارة الخارجية وحدها في ظل الاشتباك الحاصل في البلد، وتشير المصادر الى انه كان على لبنان ان يقف على الحياد الايجابي ويعلن انه ضد الحروب والخسائر البشرية التي قد تنتج عنها متجنبا اتخاذ اي موقف عدائي من اي طرف من الاطراف لان اوضاعنا لم تعد تحتمل عداوات مع اي طرف دولي، وتشير المصادر الى انه كان علينا اتخاذ موقف شبيه لما اتخذته الصين من هذه الحرب باعلانهم بأنها ضد تدخل اي دولة بشؤون دولة اخرى.

وتؤكد المصادر على اهمية علاقات لبنان التاريخية المميزة مع روسيا والتي لها دور اساسي في المنطقة وتأثير هذا الدور على الداخل اللبناني، لذلك فإن البيان ادى الى انزعاج روسي مباشر، مما قد يؤثر على العلاقات الثنائية في المستقبل، وفي الموازاة تلفت المصادرايضا الى العلاقات المماثلة والجيدة مع اوكرانيا من خلال وجود جالية لبنانية كبيرة هناك وطلاب درسوا فيها إضافة الى العلاقات التجارية الكبيرة التي تربطنا بها .

وأشارت المصادر الى انه وبسبب الانشغال الدولي بالحرب الروسية –الاوكرانية سيكون لذلك انعكاسا سلبيا على لبنان، لا سيما من قبل الدول الاوروبية وفي طليعتها فرنسا المهتمة عادة بالاوضاع الداخلية لدينا، وتتوقع المصادر ان تظهر تداعيات الجيوسياسية بشكل عام خلال الاشهر المقبلة، وبحسب تطورات الموقف الروسي وانسحاب ذلك على علاقته مع دول الغرب وحتى وجوده في سوريا، كذلك الامر الى امكانية ارتفاع التوتر بين روسيا واسرائيل لانه من المعروف ان للاخيرة علاقات جيدة ومميزة مع اوكرانيا ، من هنا فإن كل هذه التطورات يمكن ان تكون مؤثرة على لبنان.

وعن الانعكاس الاقتصادي والتجاري على لبنان والمنطقة، تعتبر المصادر انه وفي الحروب عادة ليس هناك من رابح، فالضرر سيطال جميع دول العالم من دون استثناء، من خلال ارتفاع اسعار النفط التي ستزيد الكلفة على الاقتصادات العالمية كذلك الى حصول تضخم في النمو الاقتصادي.

اما بالنسبة الى انعكاس الازمة على الدول العربية بشكل عام غير منتجة للنفط ولبنان منها ستكون عرضة للنقص الحاد في الحبوب وعلى راسها القمح والذرة واضافة الى ارتفاع ملحوظ لسعر المحروقات مما سيؤدي الى تفاقم الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية صعوبة، خصوصا في ظل الازمة المعيشية الحساسة التي يمر بها لبنان والذي يبرهن مرة جديدة على فشله من خلال تقاعسه عن وضع ادارة جيدة وتقديرات مستقبلية للاوضاع رغم ان كل المجتمع الدولي كان يتوقع نشوب هذه الحرب، ولكن كالعادة فإن لبنان لم يدرس اي خطط بديلة لا سيما في موضوع استيراد القمح والمواد الاساسية التي يتم استيرادها بشكل كبير من اوكرانيا وروسيا، وهذا الامر سيؤدي بطبيعة الحال الى زيادة مستجدة في الاسعار.

وتختم المصادر بالدعوة الى انتظار ما ستؤول اليه هذه الحرب، متوقعة بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن يستسلم بسهولة رغم ان القوة الكبيرة التي يمتلكها لم تفعل فعلها المطلوب حتى اليوم.