الجمعة 17 شوال 1445 ﻫ - 26 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

بين سعد الحريري و"حزب الله" تقديم أوراق اعتماد وتنازلات

اتخذ سعد الحريري قراره بتقديم اوراق اعتماده الى “حزب الله” والتنازل عن كل شيء بما في ذلك المحكمة الدولية وقراراتها مقابل وصوله من جديد الى السرايا الحكومية.

 

ولهذا السبب عقد قبل ثلاثة اسابيع لقاءا مطولا مع المعاون السياسي لحسن نصر الله حسين الخليل، طرحا خلاله مختلف القضايا والتطورات الراهنة، كما اطلعه سعد الحريري عن هدفه برئاسة الحكومة من جديد، وانه على استعداد للتعاون الكامل مع الحزب من اجل تحقيق ما يصبو اليه.

هدف الحريري من قراره بان يكون تحت جناحي “حزب الله” ليس استقرار البلد الذي لا يدخل ضمن حساباته، بل عودته الى الساحة السياسية ولعب دور من جديد لمعاودة نهب المال العام، وتضخيم ثروته، كما انه يضمن بذلك استمرار حصانته ومنع الملاحقة القضائية عنه فيما يتعلق بعدم دفع حقوق الموظفين الذي صرفهم من شركاته حول العالم من دون ان يسدد مستحقاتهم.

خيار الحريري بات واضحاً الوصول باي ثمن الى السرايا الحكومية، وبعدما كان يحاول تضليل اللبنانيين لاسيما مناصريه بان لا تحالف يجمعه مع “حزب الله”، ها هو اليوم مستعد لان يخرج ويعلن ذلك امام الجميع، وان كان سيحاول تخفيف وقع الامر من خلال القول ان ذلك من اجل البلد واستقراره، ولمنع اشتعال اي فتنة مذهبية في الشارع، وأنه من الافضل لجميع الاطراف التقارب في ظل الوضع الخطير الذي يمر به لبنان.

لم يخف الحريري على المقربين منه ان لا مجال امامه لتحقيق هدفه الا من خلال رضا “حزب الله” عنه، وان التصادم معه يضره ولا ينفعه، ولذلك قرر وضع مصالحه فوق كل اعتبار ولو عرف الجميع انه سلم اوراق اعتماده للحزب، تحت قاعدة الغاية تبرر الوسيلة، وهي ما ارتكز عليها حين عقد صفقة مع الحزب اوصل من خلالها العماد عون الى كرسي الجمهورية، كذلك تفاهمه مع جبران باسيل وطلبه من مناصريه في البترون التصويت له وان طعنه باسيل بعدها الا انه استفاد كثيرا من الصفقات التي مرراها لبعضهما البعض.

كما اطلع الحريري الدائرة المقربة منه ندمه على تقديم استقالته من الحكومة، وانها خطأ كبير، ويأمل ان يسامحه الحزب لاسيما بعد طلب الخليل منه التريث، لكن هذه المرة اعطى الحريري الضمانات الكاملة لـ” حزب الله” بأنه لن يكرر خطأه ولن يخرج عن مشورته.