الخميس 23 شوال 1445 ﻫ - 2 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

تطبيق القرار 1559... المطلب الذي هزّ أركان "حزب الله" وحرّك مأجوريه

عاد القرار 1559 الى الواجهة من جديد، مع رفع قسم كبير من الثوار مطلب نزح سلاح “حزب الله” وكل سلاح غير شرعي، الامر الذي دفع الحزب الى اعلان حالة التأهب ولو بصورة غير مباشرة من خلال الطلب من عناصر ميليشياته الجهوزية فيما لو استدعى الامر طلبهم لردع الثوار وكل من يتجرأ على هكذا طلب.

ومن الخطوات التي قام بها “حزب الله” دسّ نبض سعد الحريري ووليد جنبلاط لمعرفة موقفهما مما يدور في الشارع لاسيما فيما يتعلق بالقرار 1559، وان كانا على بينة من ذلك، فإن كان الحزب على ثقة بان الحريري لن يغير موقفه من سلاح الحزب حيث سبق ان صرح في حوار مع مجلة “باري ماتش” الفرنسية “لحزب الله دور سياسي. ولديه أسلحة، لكنه لا يستخدمها على الأراضي اللبنانية”،

الا ان جنبلاط المتقلب كالحرباء لا يعرف له موقفاً، اذ ينام على موقف ويصحو على اخر، لكن فيما يتعلق بسلاح الحزب فقد عبّر كما الحريري عن انه الى جانبه وذلك بعد تواصل أحد كبار مسؤولي “حزب الله” معهما للاستفسار فيما ان كانا من الداعين الى تظاهرة 6 حزيران.

الحريري اكد ان موضوع السلاح مسألة دولية وإقليمية، وهو لن يكون شريكا مع اي طرف يطرح نزعه في لبنان وكذلك جنبلاط لم يشذ عن ذات القاعدة، حيث استبعدا النقاش في القرار 1559، لا بل برءآ نفسيهما مما وصفاها اشاعه تزج بهما في هكذا امر.

وعلى عكس ما حاول بعض المأجورين ممن يدعون انهم صحافيون، من اظهار ان تظاهرة 6 حزيران لم تستطع حشد عدد كبير من الثوار، حيث اعتبروا ان “مطلب نزع السلاح هو لاجهاض الثورة، ما دفع المجموعات التقليدية الى اعلان عدم مشاركتها في التظاهرة”، فإن يوم 6 حزيران اثبت كم ان اللبنانيين بحاجة الى نزع سلاح الحزب الذي يشكل العائق الاول والاساسي لبناء دولة مستقرة وعادلة،

فالوضع الاقتصادي الذي يعيشه لبنان ما هو الا نتيجة للضغوطات الدولية على البلد بسبب “حزب الله” وسلاحه، لذلك فإن بناء دولة يجب ان تنطلق من خلال اساسات صحيحة، واهمها تطبيق القرار 1559، اذ حينها لا يمكن لاي حزب ان يفرض سيطرته على مفاصل الدولة، وستحل مشاكل لبنان الاقتصادية، وسيتمكن اللبنانيون من محاسبة الفاسدين، وسيعود لبنان الى محيطه العربي وسترفع العقوبات الدولية المباشرة وغير المباشرة عنه.

المؤسف ان انحطاط بعض الصحافيين في التعبير عن رأيهم بمظاهرة 6 حزيران وصل الى حد استخدام كلمات لا تمت الى الصحافة بصلة، منها ما ذكره احدهم انه “على الرغم من ذلك كلّه، كبّر أشرف ريفي وبهاء الحريري “خستهما” إلى جانب بقايا الفريق الراديكالي في الرابع عشر من آذار واصرّوا على المشاركة متجاهلين كل التحذيرات التي صبّت في اتجاه إحتمال حصول عارض “صحي” ما، وعلى الأرجح انصبّ هدفهما تجاه تظهير حضور الفريق المعادي لسلاح حزب الله واستفزاز الفريق المقابل وتقديم ورقة اعتماد سياسية للمعادين الخارجين ضد سلاح الحزب عبر القول أن ثمّة ارضية متوفرة ضد السلاح”…

على الرغم من ان الصحافيين المأجورين لا يستحقون ان تعطى مقالتهم اي اعتبار، فإن عدسات الكاميرات التي نقلت مشاركة اللبنانيين من مختلف المناطق في انطلاق نبض الثورة من جديد تكذبهم، والثوار يعلمون ان انفلات الوضع الامني امر لا يد لهم فيه، ففي بلد يدّعي الديمقراطية من حق اي انسان ان يعبر عن رأيه، وان استمرار سكوتهم عن سلاح الحزب زاد الاخير قوة وطغياناً، وانه عندما سكتوا عنه هاجمهم “حزب الله” و”حركة امل” في 7 ايار في عقر دارهم.

كما ان اعلان الشيخ بهاء الدين عن دعمه الثورة والثوار، واعلانه رفضه لسلاح “حزب الله” وضرورة حصر السلاح بيد الجيش والقوى الامنية امر ليس بجديد، لا بل ان كل اللبنانيين من خارج بيئة الحزب يتمنون اليوم قبل الغد ان يطبق القرار 1559 والا يكون في لبنان غلبة لفريق على فريق.

لا شك ان اصرار بعض المواقع الالكترونية على التصويب على الشيخ بهاء الدين واطلاق الاشاعات والاكاذيب والتحليلات “الخنفشارية” لم يأت من فراغ، بل من جهات معروفة همها الاول والاخير الا ينجح مشروع الشيخ بهاء وان تستمر في فسادها من دون حسيب ورقيب، ففي الوقت الذي يركز فيه الشيخ بهاء الدين الحريري على اعماله ومشروعه السياسي، يغرق الحاقدون باختلاق الشائعات ونشرها وتروجيها، وفي اعتقادهم انهم بذلك سيشتتون تفكيره وربما يستطيعون ثنيه عن قراره بدخول عالم السياسة لاسيما وأنه المعروف بعدائه لايران و”حزب الله”.

سيستمر الثوار في تحركاتهم وفي رفع مطلبهم بنزع سلاح “حزب الله”، والايام القادمة ستظهر ذلك والكلمة الفصل ستكون لمن ينتصر في النهاية، وما هو اكيد انه مهما طال ليل “الميليشيا” لا بد لفجر الدولة ان يبزغ يوماً.