الأحد 26 شوال 1445 ﻫ - 5 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

حادثة الكحالة قطعت شعرة معاوية بين محور "الثنائي" والمعارضة

شكلت حادثة الكحالة مفترقاً خطراً يشبه المنعطف الذي انزلقت على إسفلته شاحنة “حزب الله” التي يبدو انها اعتادت سلوك هذا المسار كما باقي الشاحنات المحملة بالبضائع الأتية من خارج الحدود اللبنانية، وهو أمر طبيعي لطريق دولي يعتبر شريان أساسي للتصدير والاستيراد

اثر الحرب في الداخل السوري لم تعد الطريق الدولية المعبر الوحيد، فهناك معبر الزبداني الذي تم تدشينه في العام 2020 ومعابر أخرى تشكل شرايين حيوية للحزب بعدما انخرط في الداخل السوري مع بدايات ثورة الشعب السوري على نظام بشار الأسد، مع ظهور التنظيمات الإرهابية من “داعش” و”النصرة” وباقي التنظيمات وفق مصدر معارض.

وبالعودة الى حادثة الكحالة التي احتدم فيها التراشق لناحية من أطلق الرصاصة الأولى وبيان الدائرة الإعلامية “لحزب الله” الذي وصف شباب البلدة بالمليشيات ، والمواقف المقابلة من أحزاب المعارضة لاسيما بعد الإعلان عن ان وفاة المسؤول القواتي السابق في عين ابل الياس الحصروني لم يكن نتيجة حادث سير انما عملية قتل عن سابق تصور وتصميم وهو ما ظهر بشكل واضح في الشريط المصور الذي تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي.

يعتبر المصدر ان هذه الاحداث قطعت شعرة معاوية بين محور الممانعة والمعارضة ، وما يكان يعول عليه اثر الزيارة الأخيرة للموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان ، الذي كان ينتظر ان يحصده في أيلول اضحى مستحيلاً، بعدما رفعت “المتاريس” بين الافرقاء رغم ان أجواء التهدئة وعدم الانجرار الى أي توتر امني كبير تلمسه الجميع بعدما تم فتح الطريق في اليوم الثاني الذي تلا الحادثة ، لان جميع الأطراف يدركون ان أي محاولة لإشعال فتيل التوتر لن تكون في مصلحة أي طرف، في وقت تعيش المنطقة حالة ترقب وانتظار لعمليات عسكرية محتملة في شرق سوريا وسط تعزيزات وحشود للقوات الأميركية والتي بدأت منذ اشهر مع دخول الغواصة “يو.أس.فلوريدا” التي تعمل في الطاقة النووية الى الشرق الأوسط دعماً للأسطول الخامس والتي تملك قدرة على حمل ما يصل الى 154 صاروخ كروز من طراز “توماهوك”.

خلال الأيام الماضية ارتفعت وتيرة تحركات القوات الأميركية من خلال الإعلان عن عدد القوات التي تم ارسالها الى المنطقة والتي تشمل 3 آلاف بحار وسفينة هجومية برمائية وأخرى معدة للإنزال في البحر الأحمر، هذه الحشود والاستعدادات تؤشر الى احتمال حصول عمليات عسكرية لا يمكن التكهن بطبيعتها ، وهذا ما بدفع ايران وحلفائها وميليشياتها الى محاولة تجنب الحرائق في الساحات التي باتت تشكل خطرا على قدراتها في مواجهة ما يحضر ، والذي ان حصل فسيشمل معظم مناطق نفوذ اذرع ايران لاسيما في لبنان ، وما يعزز هذه الاحتمالات الجولات التي يقوم بها قائد الحرس الثوري الإيراني إسماعيل قاآني الذي حط رحاله مؤخرا في لبنان.

وينهي المصدر كلامه بالتأكيد ان “حزب الله” يحاول الابتعاد عن الحرائق الداخلية، ولم يعد للاستحقاق الانتخابي المتعلق بالمرشح الرئاسي الأولوية في أجندة الحزب، لان ما يدبر في المنطقة قد يطيح بالمسارات التي بناها نظام الخميني على مدى سنوات انطلاقاَ من بوابة بغداد مروراَ بسوريا وصولا الى لبنان.

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال