الخميس 23 شوال 1445 ﻫ - 2 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

"حزب الله" بديلاً عن الدولة في مواجهة الفيروس.. انه عصر "جهاد الكورونا".

خلافاً لجميع دول العالم لم يبقَ ملف أزمة “فيروس كورونا” ضمن سياقه الطبي والانساني، ففي لبنان كل الملفات تتحوّل الى مادة سجال سياسيّ، ولحزب الله وفق المثل اللبناني “كل عرس له قرص”، حيث كان لافتاً حضوره المباشر على ارض مطار رفيق الحريري الدولي لتنظيم عملية خروج ركاب الرحلة الآتية من مدينة قم الإيرانية، وبالتالي أخرجت المعالجات المرتبطة بالأزمة من سياقها الطبي.

ورغم حظر دخول مسافرين من إيران إلى عدة دول في الشرق الأوسط بعد أن أصبحت مصدرا لنشر فيروس كورونا المستجد، هبطت طائرتان في مطار بيروت قادمتان من إيران الاثنين، حيث أشار موقع تتبع حركة الطيران (flight view)، ان مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت استقبل رحلة الطيران (IR663) القادمة من مدينة مشهد، والثانية رحلة (IR661) والقادمة من طهران، وتتبع الطائرات القادمة إلى شركة الطيران الإيراني (Iran Air).

الاعلام ممنوع.. الحزب يدير العمليات

ووفق شهود عيان أكدوا ان الإجراءات التي تمت مع ركاب الطائرة الإيرانية كانت خلافاً لتلك التي أعلنت عنها وزارة الصحة حيث ان الباصات التي تولت نقل الركاب كانت تابعة لحزب الله وكذلك عملية تنظيم خروجهم من المطار باتجاه الباصات، وهذا امر كشفه أحد المواطنين الذين كانوا ضمن الرحلة وقد كتب على مواقع التواصل الاجتماعي ان لا إجراءات استثنائية ولا باصات معزولة انما الأمور اعتيادية كسائر المسافرين.

وفي السياق، تعرضت الصحافية في “النهار” أسرار شبارو لاعتداء من جانب شخص افادت انه أعلن صراحة انتمائه لحزب الله رافضا تصوير “عوائل الشهداء” العائدين على متن طائرة ايرانية، وذلك ضمن سلسلة زيارات دينية ينظمها “الحزب” منذ فترة إلى مدينتي قم ومشهد الايرانيتين.

وتعليقا على الحادثة، أوضحت الزميلة شبارو في تصريح أن “فيما كانت تصور، بواسطة هاتفها الخلوي، إحدى ركاب الطائرة الايرانية لاستيضاحها عن الاجراءات المتخذة أثناء وصولها إلى المطار، اقترب منها عنصر من حزب الله لمنعها من تصوير “أمهات الشهداء”، مستنكرا التركيز الاعلامي على الطائرات الآتية من إيران، دون سواها من الدول التي ينتشر فيها الوباء، وأخذ هاتفها حيث مسح الفيديوهات التي سجلتها.

الـ “كورونا” مؤامرة صهيونية

في المقابل اشارت معلومات ان حزب الله مارس ضغوط على المعنيين في السلطات اللبنانية لعدم حظر الرحلات بين لبنان وإيران اسوة بغالبية الدول، لاعتبارات سياسية ضارباً عرض الحائط المحاذير المترتبة لناحية إمكانية انتشار الوباء سريعاً في لبنان.

ولفتت المعلومات الى ان الحزب يروج ضمن بيئته ان قضية “فايروس كورونا” هو مؤامرة على إيران لإخضاعها لشروط الولايات المتحدة الأميركية، وان كل ما يحكى عن تفشي الفايروس في مختلف المدن الإيرانية هو مجرد شائعات وبروباغندا إعلامية لبث الهلع والخوف وعزل الشعب الإيراني عن محيطه.

“السم من إيران هو عسل”

وكان لافتاً تجاوب بعض من بيئة الحزب عبر مواقع التواصل الاجتماعي حيث اعتبر بعضهم ان “السم من إيران هو عسل”، وبعضهم من ذهب بالمطالبة بحظر الطيران الاتي من الولايات المتحدة وليس إيران.

وفي السياق نفسه اشارت معلومات ان حال من الارباك الشديد تسود في مناطق سيطرة حزب الله الذي يدرك في قرارة ذاته خطورة الموقف بالتزامن مع محاولاته تخفيف وطأة الضجة والقلق تماشياً مع التعليمات الإيرانية الآيلة الى إخفاء مدى التفشي الفايروس والذي يكاد يخرج عن السيطرة في إيران.

“الكورونا” كما يراه المغردون!

في المقابل ردت الفنانة اللبنانية اليسا بعنف على عدم حظر الرحلات بين بيروت وإيران، عبر حسابها على تويتر: “دولتنا وقحة، لا أجد كلمة تعبّر أكتر عن الذي يحدث. وحتى إذا كان المصابين جايين من الفاتيكان، وقّفوا الرحلات من هناك!! ولكن كي لا يغضب حزب الله لن نوقف الرحلات من إيران وخلي كورونا ينغل بين هذا العالم! وفوق هذا وكله الوقحين يقولوا لنا لا داعي للهلع!”.

كذلك كتب رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع عبر تويتر: “فيما يتعلق بفيروس كورونا، ونظراً الى إمكانات لبنان المتواضعة، من الأفضل اتخاذ تدابير قصوى وليس دُنيا منذ البداية، وبالتالي من الأفضل كخطوة أولى منع السفر من الدول التي تشهد تفشّياً واسعاً للمرض واليها، من دون الأخذ في الحسبان أي اعتبارات أخرى او أي عواطف، وبخاصة الصين وإيران”.

أما التيار الوطني الحر فكان له مفارقة غريبة حيث ربط بعض الناشطين في التيار بين “كورونا” وبين “النزوح السوري”، وقال أحدهم في مقابلة تلفزيونية إن “تحذير رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس التيار النائب جبران باسيل، كان في محله، إذ كيف يمكن مواجهة الفيروس بوجود النازحين السوريين؟”، وشكر المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم الذي تولى إعادة عدد كبير من هؤلاء النازحين رغم رفض الفريق الآخر (المتمثل بتيار المستقبل وحزب القوات والحزب الاشتراكي) هذه العودة.

وطغت أخبار الفيروس على الأزمة الاقتصادية، لتحتل شعارات الحراك في الشارع، فرفع أحد المتظاهرين يافطة كتب عليها لا لـ “كورونا الفساد والنهب”، فيما هتف رفاقه: “كورونا… كورونا… المصارف أكبر كورونا”.

ونال وزير الصحة حمد حسن نصيباً وافراً من الانتقادات السلبية، وتحديداً تعليقاً على عبارته “لا داعي للهلع” التي تحولت إلى وسم “هاشتاك” في مواقع التواصل الاجتماعي، تدفقت عبره التعليقات التي تتهمه بأنه يروج لـ “أمان كاذب على اللبنانيين”. وتتمنى عليه “لو تخفف من تصريحاتك يا وزير الصحة يكون أحسن بكثير من دعوة الناس المتكررة إلى عدم الهلع؟!” ووصلت الانتقادات إلى مطالبته بالاستقالة.