الأحد 19 شوال 1445 ﻫ - 28 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

"حزب الله" حرّيف في سياسة "فرق تسد" وهو نجح في شرذمة أصوات الأكثرية

مع تظهير صورة المجلس النيابي بنسخته الجديدة القديمة بعودة انتخاب الرئيس نبيه بري رئيسا له لولاية سابعة، واجتياز مرشح “التيار الوطني الحر” النائب الياس بو صعب بنجاح امتحان وصوله الى نيابة رئيس المجلس للمرة الأولى بنيل كلاهما 65 صوتا من اصل 128 ، ومع اكتمال عقد هيئة مكتب المجلس وبانتظار انكشاف تشكيل لجانه النيابية الثلاثاء المقبل، يتبيّن ان المجلس النيابي الجديد ولأول مرة يصبح مجلس “لا أكثرية ولا اقلية” مما يعني ان “حزب الله” لا يزال يستطيع التحكم بإدارة اللعبة السياسية في ظل بقاء القوى النيابية السياسية والتغييّرية في حال من الضياع من خلال مواقفها ، وبالتالي اعتبار أن الحزب قد نجح مرة جديدة في رهانه على تشرذم أصوات الأكثرية.

مصادر سياسية مراقبة تشير “لصوت بيروت انترناشونال” انه من الواضح بأن التمنيات بالنسبة لصورة البرلمان الجديد باتت بعيدة عن الواقع بعد ما شهدناه خلال التئام جلسته الأولى، وذلك بعدما كانت كل الآمال منصبة لان تتوحد القوى السيادية والتغييّرية من خلال مواقفها في امتحانها الأول مع انطلاق باكورة عملها بالمجلس المنتخب، ولكن لسوء الحظ ظهرت هذه القوى متشرذمة بشكل واضح غير متفاهمة وغير متوافقة حتى على الثوابت والقواسم التي كانت يجب ان تكون مشتركة فيما بينها، خصوصا ان الرهان كان كبيرا على إمكانية تشكيل كتلة متراصة لتنسيق المواقف الأساسية واتخاذ القرارات السيادية لما فيه مصلحة الشعب اللبناني الذي قرر التغييّر، ولكن للأسف لم نرى سوى المزايدات واطلاق الاتهامات التي لا تخدم سوى “حزب الله” وحلفائه، علما انه من المعروف ان الحزب حريف بإتباعه سياسة “فرق تسد” رغم محاولته الإيحاء بالظهور بموقع الأضعف كي يتمكن من السيطرة خلال اتباع استراتيجيته والمرتكزة على رفضه الحكم بمفرده وبشكل ظاهر لأنه يسعى للحصول على غطاء له، كي لا يتحمل مسؤولية الانهيار الحاصل تجاه الناس، رغم انه لا يزال يتحكم بمفاصل الأمور الأساسية، وفي الوقت نفسه يمنع الفريق المناهض له بالإمساك بالحكم .
المصادر دعت النواب الجدد لا سيما المناوئين ل”حزب الله” بالتواضع وبضرورة بذل الجهود من اجل التنسيق فيما بينهم واتخاذ القرارات المصيرية من خلال التوافق والتفاهم والبدء سريعا بالعمل لم فيه مصلحة الشعب اللبناني الذي وضع ثقته بهم وهو يعاني الامرين نتيجة التدهور المستمر للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية.

ولفتت المصادر بان ما تم تسجيله من فوز للرئيس بري ونائبه بو صعب واللذين حصلا على نفس عدد الأصوات كذلك النائب الان عون الذي فاز بمنصب امين السر، يؤكد على إمكانية التفاهم بين الأول ورئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل في الاستحقاقات المقبلة، رغم نفي الأخير لذلك، وتذهب المصادر بالإشارة الى انه اذا قرر “حزب الله” استعراض قوته بشكل جدي وممارسة ضغوطه بشتى الوسائل يمكن تجييّر المزيد من الأصوات النيابية لصالحه كأمثال النواب اللذين يطلق عليهم تسمية قدامى “المستقبل” وغيرهم من بعض النواب اللذين وصلوا الى البرلمان تحت شعارات تغييّرية سيادية.

وفي الموازاة فإن المصادر تشير الى ان الاتضاح الكامل لخارطة المجلس النيابي الجديد ستتبلور بشكل أوضح خلال الاستحقاقات المقبلة، لا سيما بالنسبة الى الاستشارات النيابية الملزمة التي على رئيس الجمهورية الدعوة اليها لتسمية رئيس الحكومة المقبل، او على صعيد المطبخ التشريعي والاهم هو ما بعد 31 تشرين الأول أي عند انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون وكلها استحقاقات مفصلية هامة.

وتختم المصادر متوقعة ان ولاية المجلس لن تكون بالسهلة بانتظار ما يمكن حصوله من تسوية كبيرة في المنطقة.

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال