الخميس 22 شوال 1445 ﻫ - 2 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

"حزب الله" شريك في أحداث غزة بخسائرها وأرباحها

طغت الأحداث في فلسطين على كل الملفات النزاعية في المنطقة، لا سيما في سوريا، حيث تتعرض إدلب لقصف وحشي من النظام السوري والميليشيات الإيرانية، وهو ما وثقه شهود عيان من خلال الفيديوهات التي تظهر مدى الإجرام الذي يمارس بحق المدنيين والأطفال والنساء، وصولًا إلى استهداف المستشفيات، بعدما حمل النظام الفصائل في هذه المنطقة المسؤولية عن استهداف الكلية الحربية في حمص أثناء تخريج دفعة من الضباط.

ما تتعرض له إدلب وأهلها لا يختلف عما يجري في فلسطين والصدمة التي تعرض لها “الكيان الصهيوني” نتيجة الاختراق الخطير الذي حققته “حماس” في غلاف غزة وتمكنها من قتل وأسر ما يفوق الـ ٥٠ أسيرًا، من بينهم عدد من الجنود وقيادات مهمة في الجيش الإسرائيلي وصولاً إلى النساء والأطفال والعجزة، وتمكنهم من التمركز في عمق الغلاف .

يرى أحد المراقبين لما يجري في غزة، أن الأحداث الجارية تختلف عن سابقاتها نظرًا للتكتيك الذي اعتمدته حركة حماس في عملية اختراق مستوطنات غلاف غزة وعدد الأسرى الذي سيشكل ورقة هامة تنقسم إلى جزئين، الأول يرتبط بالأماكن التي تم توزيع الأسرى فيها، وهو ما سيدفع الجيش الإسرائيلي إلى ممارسة أقصى درجات الحذر في قصف غزة. أما الشق الثاني من هذا الأمر والذي يعتبر ركنًا أساسيًا يتعلق بعملية التبادل التي ستقوم بها حماس والتي قد لا تنحصر بالأسرى الفلسطينيين، وربما  تتضمن تنازلات من حكومة نتانياهو فيما يتعلق بقطاع غزة.

لا شك أن العملية التي قامت بها حماس وما تم نشره حول عمليات الأسر، استحوذت فيه “إسرائيل” على دعم غربي وعلى رأسهم الولايات المتحدة حيث أكدت على لسان وزير دفاعها لويد أوستن على ضمان حصول إسرائيل على الدعم الذي تحتاجه.

من المبكر اليوم وفق المصدر معرفة الاتجاهات التي ستسلكها الأحداث في غزة بعد مصادقة الكابينيت الإسرائيلي رسميًا على “حالة الحرب” التي أعلنت للمرة الاولى في تشرين الأول من العام ١٩٧٣ عندما حصل هجومين مفاجئين على القوات الإسرائيلية من الجيش المصري على جبهة سيناء وأخرى للجيش السوري على هضبة الجولان بدعم من بعض الدول العربية.

بانتظار التطورات في فلسطين، لا بد من الإضاءة على مشاركة “حزب الله” وإعلانه للمرة الأولى منذ سنوات عن تبنيه لعملية إطلاق الصواريخ باتجاه أحد مواقع الجيش الاسرائيلي، مع الإشارة إلى أنّ منصة الصواريخ لم تطلق أعيرتها من أماكن مجهولة، بل من المناطق التي تشكل نزاعًا كان من المنتظر أن يبدأ مساره مع الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين .

من خلال القواعد التي اعتمدها “حزب الله” في هذه العمليات، يعتبر المصدر  أن الأخير وضع خطوطًا لمشاركته في دعم حماس من خلال القصف المتقطع قد يكون هدفه إرباك الجيش الإسرائيلي من جهة لناحية إشغاله ليس فقط بالجبهة الجنوبية، بل الشمالية أيضًا، ومن المرجح إلى الآن أن لا تتعدى المناوشات، إنما إظهار تضامن الحزب مع الحركة ردًا على  دعوة قائد الجناح العسكري لها محمد الضيف ما أطلق عليهم “إخوتنا في المقاومة بلبنان وإيران واليمن والعراق وسوريا للالتحام مع المقاومة بفلسطين”.

يرى المصدر أن الأحداث الجارية في قطاع غزة سيكون لها انعكاسات لن تقتصر على القطاع، بل على المحور الذي تربط به حماس  مع “الجهاد الإسلامي”، والذي يعتبر “حزب الله” العامود الفقري له المرتبط بالرأس في طهران، وبالتالي فإن المنتصر في هذه المعركة سيفرض شروطه على طاولة المفاوضات الإقليمية والدولية.