الخميس 9 شوال 1445 ﻫ - 18 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

حزب الله “مخنوق”… هل يهجم أم ينكفئ؟

حكومة حسان دياب، أو حكومة حزب الله، كما يحلو للبعض تسميتها، في عمق أزمة مستحكمة، وعلامات الوهن بانت عليها في وقت مبكر، ولا يبدو في الأفق منقذاً يمد لها حبل نجاة، لا داخلياً ولا دولياً، بل إن المؤشرات تدل على أنها ستواصل الغرق إلى ما دون القعر المحتوم. وذلك، نتيجة اهتزاز قاعدة الارتكاز الأساسية التي قامت عليها، مع تمدد ترددات الأزمة الاقتصادية والمالية والاجتماعية لتضرب في عمق بنيان حزب الله الاقتصادي والمالي.

 

وتكشف مصادر سياسية مطلعة، على تواصل مع قواعد معنية في حزب الله، لموقع القوات اللبنانية الإلكتروني، عن أن “الحزب في أوضاع مالية دقيقة، وقد تصبح خطيرة في الأسابيع القريبة المقبلة، ما لم يطرأ أي جديد يحرك عجلة الوضع الاقتصادي والمالي العام في البلاد. لذللك، يبدو من الصعوبة بمكان أن ينقذ (صاحب الحكومة) حكومته، في وقت يحتاج هو ذاته إلى منقذ”.

وتشير إلى أن “ما صرح به الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، في وقت سابق، عن أن الأزمة المالية قد تصيب الجيش وقوى الأمن بحيث تعجز الدولة عن دفع معاشاتهم الشهرية، فيما حزب الله سيستمر في دفع معاشات محازبيه لأن الأموال تأتيه مباشرة من إيران ولا مشكلة في ذلك، بالإضافة إلى الفيديوهات عن الدولارات المكدسة التي راجت مع انطلاق الثورة، تظهر الأيام أن ذلك لم يكن سوى محاولات تطمينيّة لجمهوره”.

وتلفت إلى أن “هذه المحاولات لا تُصرف على أرض واقع حزب الله المأزوم، بل تأتي في إطار الحرب النفسية، التي لطالما مارسها حزب الله في المواجهة مع إسرائيل، ويستخدمها اليوم لعدم إثارة الخوف في بيئته، ولضبط سلوكها وعدم تفلتها من قبضته باتجاه دعم الثورة والانتفاضة، بعدما ظهرت بوادر في هذا الاتجاه، من جهة، ولعدم إظهار أي مؤشر ضعف تجاه الآخرين من جهة أخرى”.

وترى المصادر ذاتها، أن خطاب نصرالله، المنتظر الجمعة المقبل، في مناسبة الذكرى السنوية للقادة عباس الموسوي والشيخ راغب حرب وعماد مغنية، وأربعينية قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس ورفاقهما، “لن يقدم حلولاً عجائبية، سواء لأزمته الخاصة أو للمشكلة المالية والاقتصادية الكبرى في البلاد، لأنه لا يملكها. ولن يخرج الخطاب عن العناوين المعروفة في التشديد على منح فرصة للحكومة كي نرى نتائج عملها، وللتواصل والحوار في الداخل، وعلى رفض صفقة القرن والتشديد على مواجهتها. ويبقى معرفة ما إذا كان سيصعد باتجاه الدول العربية ويهاجم خصوصاً دول الخليج، ما سيدفعها حتماً إلى الاحجام أكثر عن مساعدة لبنان ويزيد من عزلة الحكومة”.

وتلفت إلى أن “المعلومات تؤكد أن حزب الله يعاني من ضائقة مالية غير مسبوقة في تاريخه، وأن العقوبات الأميركية والدولية على إيران وعليه تصيب منه مقتلاً. بالإضافة إلى ازدياد التضييق على أنشطته في الفترة الأخيرة في أوروبا والعالم، ومحاصرة مصادر تمويله المختلفة، الأمر الذي انعكس تقنيناً شديداً في التقديمات المالية والاجتماعية لمحازبيه ومناصريه، إلى حد إلغاء بعضها كلياً”.

وتكشف المصادر ذاتها، عن أن “عمليات الرصد والتعقب الأميركية لأنشطة حزب الله في مثلث التهريب الأميركي بين البرازيل والأرجنتين والباراغواي، وارتفاع وتيرة التنسيق الأميركي مع هذه الدول وغيرها في أميركا اللاتينية، وتوقيف العديد من الشبكات المتعاملة معه، يضيّق الخناق أكثر على الحزب ويعمّقه”.

وتشدد المصادر على أن “حزب الله راهن على محاكمة الرئيس الأميركي دونالد ترمب وعزله وانقلاب الأمور في واشنطن، بما يسمح لإيران وله بفرصة لالتقاط الأنفاس وإعادة ترتيب أوضاعهما. ولا شك أنه أصيب بخيبة نتيجة سقوط محاكمة ترمب وخروجه أقوى من محاولة العزل التي قادها الديمقراطيون، بالإضافة إلى ارتفاع شعبيته في أوساط الأميركيين من أصول لاتينية ومن أصول أفريقية ولدى النساء العاملات، خصوصاً من الأصول الأفريقية، وبلوغ الاقتصاد الأميركي في عهد ترمب مستويات غير مسبوقة من القوة منذ أكثر من 50 عاماً، مع ارتفاع عدد الشركات الجديدة وتسجيل أعلى نسبة دخول لأميركيين إلى سوق العمل وأدنى نسبة بطالة في تاريخ الولايات المتحدة”.

وتعتبر أن “كل ذلك يؤرق حزب الله، ومن خلفه إيران بالطبع، لأنه يعني أن احتمالات بقاء ترمب في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض لولاية ثانية، باتت عالية جداً وتزداد في الارتفاع. وأن سياسة التضييق المالي والعقوبات مستمرة وبوتيرة مرتفعة ومرتاحة أكثر في المرحلة المقبلة، ما يعني أن الخناق سيشتد ودائرة الضائقة المالية التي يعانيها الحزب ستضيق أكثر، بل ستطاول حلفاءه والمتعاملين معه، كما صرّح مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شنكر أخيراً”.

وتقول، “هنا السؤال: هل سيواجه حزب الله، وراعيته إيران، هذه المعطيات التي لا تناقَش بالهروب إلى الأمام وإلى مزيد من الإنكار والاطباق على مؤسسات الدولة اللبنانية المفلسة وحماية حلفائه، علّ ذلك يمده بالقليل من أوكسيجين الصمود إلى حين تبدل الأوضاع؟ وهل سيقوم بالتالي، عبر حكومته، بفرض المزيد من الحصار وانتهاج الحلول الأمنية مع الانتفاضة الشعبية للقضاء عليها؟ أم أن الخناق المالي المتصاعد على الحزب سيدفعه إلى التعامل بواقعية مع هذا الواقع، وينكفئ إلى الخلف ويخفف من حمايته للفاسدين وهجومه على الدول العربية والصديقة الراغبة بمساعدة لبنان للخروج من الأزمة؟”.

“لكن هنا يبرز سؤال آخر”، تضيف المصادر، “حتى ولو توصل حزب الله إلى قناعة بضرورة تغيير أسلوبه ونهجه وموقفه، لإنقاذ نفسه وبيئته وبالتالي لبنان، هل يستطيع والقرار في إيران؟ فماذا لو قرر المرشد الأعلى علي خامنئي عكس ذلك؟ وإلى أي انهيار ستتجه الأوضاع في لبنان؟”. ​