الخميس 16 شوال 1445 ﻫ - 25 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

"حزب الله" يتحدث عن الحرية وهو حزب احادي متطرف ديني اسلامي

يبدو انه باتت لصور قاسم سليماني رمزية تفوق تلك التي تتميز بها الجمهورية اللبنانية وسيادتها بعدما تصدرت المشهد على طريق مطار الشهيد رفيق الحريري الدولي يضاف اليها المجمعات والنصب التذكارية والجادات والساحات التي تحمل اسماء رجال الدين الايرانيين والقادة العسكريين وآخرها في الغبيري حين القى رئيس بلديتها كلمة حملت نوعا من التحدي المبطن عندما ذكر باسماء الشوارع التي تحمل اسماء شهداء “حزب الله” و”ايران” في البلدة قائلاَ “حتى اللي ما سمع يسمع” وهذا بالطبع هو غيض من فيض لممارسات “الحزب” الذي يحاول فرض ما يؤمن به على المجتمع اللبناني وآخرها ما حصل في معرض الكتاب الدولي في بيروت وتعرض احد الناشطين للضرب المبرح بعدما ردد شعار “بيروت حرة حرة ايران برا برا” الذي استفزته الصورة العملاقة لسليماني وفق مصدر خاص “لصوت بيروت انترناشونال”.

ما حدث اثار جدلا كبيرا حول موضوع الحريات وفرض ثقافة غريبة عن المجتمع اللبناني العربي وخطورة تغيير هويته ووجهه العربي كل هذه الامور كانت محور مقابلة اجرتها “صوت بيروت انترناشونال” مع مستشار رئيس حزب “القوات اللبنانية ” لشؤون الرئاسة انطوان مراد الذي اعتبر ان ما جرى في معرض الكتاب يشي بمسألة خطرة وخطيرة في الوقت عينه و تتمثل برغبة “حزب الله” في توسيع اطار هيمنته لتشمل الساحة الثقافية في لبنان وهذا امر غير مقبول لان الثقافة تؤكد على التنوع وعلى الحرية والانفتاح وتناقض الاحادية والاستئثار ومنطق الفرض الذي يمثله “حزب الله” في ادائه السياسي وعلى مختلف المستويات وما يثير العجب موقف وزير الثقافة اليوم ممثل “الحزب” الذي يتصرف كوزير سياسي ورأس حربة في المواجهة حتى داخل الحكومة اكثر مما يتصرف كوزير ثقافة بما يقتضيه هذا الموقع من انفتاح وقدرة على الحوار والاعتراف بالرأي والرأي الآخر لذا ما حصل في المعرض يؤكد ان هناك رغبة في استغلال مناسبة ثقافية معروفة لتمرير رسائل سياسية نافرة من خلال نشر صور سليماني على انه اشبه بقديس وعرض صورة عملاقة له الى جانب الكتب الخاصة به وهذا المشهد الاستفزازي اثار امتعاض الكثيرين حتى ممن يتوافقون بنسبة او بأخرى مع بيئة “الحزب” الذين اعتبروا ان هذه الصورة ليست في مكانها ولا تحمل اي بعد ثقافي بل تحمل بعدا استفزازيا فكيف بالحري لنصف اللبنانيين الذين يخالفون رأي الحزب.

واضاف مراد لم يكن مستغرباَ ان يعبر احدهم بشكل معين عن رفضه لهذا المنطق بالتعبير الكلامي لكن ردة الفعل كان فيها الكثير من المغالاة لناحية العنف المفرط الذي تعرض له الناشط وبالتالي ان منطق الاستقواء بالقمع الجسدي غير مقبول وكان بالامكان الرد عليه بالمناقشة وفي الخلاصة ان ردة فعل “حزب الله” على ما حصل مستغربة ميدانيا من قبل مناصريه او حتى على المستوى السياسي لاسيما التغريدة التي اطلقها جواد نصر الله والانتقادات لما وصفه “الحزب” بمحاولة الافتئات على الحرية والتساؤل اين الحرية وغيرها من الامور التي تتعلق بحرية التعبير.

وبالتالي وفق مراد هذا الواقع يجعلنا نطرح جملة اسئلة اولها انه لا يمكن ان يتحدث “الحزب” عن الحرية وهو الذي يقمعها على ساحته ويحاول حاليا قمعها على باقي الساحات والبيئات اللبنانية وما حادثة عين الرمانة الاخيرة التي يسميها “غزوة عين الرمانة” بانها جزء من القمع وان ما يحصل بالنسبة للقضاء لاسيما ما يتعلق بالمحقق العدلي في انفجار مرفأ بيروت طارق البيطار هو قمع للحرية والحق والحقيقية يضاف اليها كل الملفات التي تزعج “الحزب” في الحكومة من خلال سيطرته عليها فهو القمع بحد ذاته وبالطبع لا يمكن التغاضي عن الصور الاستفزازية التي تنتشر على طريق المطار للقادة الايرانيين التي تستقبل الزوار الاجانب والعرب يضاف اليها محاولات منع القوى المعارضة تشكيل لوائح انتخابية في المناطق التي تواجهه او لا تماشيه في طروحاته وبالتالي لا يمكن ل”حزب الله” ان يتحدث عن الحرية وهو حزب احادي متطرف ديني اسلامي لا بل مذهبي كونه يضم الشيعة حصرا ومن الموالين فقط وما يزيد على ذلك انتماءه عمليا للولي الفقيه حيث يشكل فصيلا تابعا لايران وهو ما عبر عنه امين عام الحزب حسن نصر الله في اكثر من مناسبة لا بل وصل الى القول “انه جندي صغير في جيش الولي الفقيه” وهو يمتثل لاوامره وتوجيهاته ومرجعيته ايران والدفاع عنها احدى واجباته في مواجهة الاميركيين والكيان الصهيوني الغاصب كما يقول بناء على تكليف شرعي لا لبس فيه.

ولذا فان هذا الواقع ينطلق من ايمان “حزب الله” بولاية الفقيه لا يلقى اجماعا لدى الشيعة في مختلف انحاء العالم وباعتقادنا فان اكثرية الشيعة في العالم لا تؤمن بولاية الفقيه وتعتبرها نوعا من البدع وهناك العديد من علماء الشيعة في لبنان والعراق وباكستان وحتى في ايران نفسها تجرؤوا على رفض منطقة ولاية الفقيه .

واعتبر مراد ان المطلوب اليوم اكثر فاكثر ان ينأى لبنان بنفسه عن نزاعات المحاور وبالطبع محور الممانعة الذي تقوده ايران والذي يريد “حزب الله” ان يضع لبنان في قلبه ووسطه وهو امر مرفوض ليس من نصف اللبنانيين فحسب بل من الاكثرية الساحقة ومنهم شيعة ودروز وسنة ومسيحيين وفي ضوء التحول على الساحة المسيحية سياسيا والتراجع الواضح “للتيار الوطني الحر” الذي يقدم الغطاء الابرز للحزب هناك اليوم جزء كبير من اللبنانيين بدأ يسلم بمبدأ “الحياد” وهو ملحوظ في الدستور وان لم يكن بشكل مباشر وصريح فالنسخة الجديدة للدستور المتمثلة بوثيقة “الوفاق الوطني” عندما نصت على ان “لا للشرق ولا للغرب ولن يكون لبنان مقراَ او ممراَ لاي دولة غريبة او لقوة احتلال” هذا يعني حياد لبنان عمليا وفي حال تم اقرار حياده فلن تطبق تجاه القضية الفلسطينية المحقة بل تجاه محور الممانعة واي محور يريد ان يأخذ لبنان خارج الغالبية الساحقة من العرب والاجماع العربي .

واضاف مراد في كل الاحوال ان ميثاق الجامعة العربية اعطى للبنان حق الفيتو كي لا يكون هناك مجال لفرض امور لا يرضى بها لبنان كوطن للتنوع وكبلد يمتاز بالعيش المشترك الاسلامي- المسيحي ولا تطغى فيه فئة على اخرى وهذا ما اعترف به ميثاق الجامعة بينما ايران تريد من خلال “حزب الله” تدمير هذه الخصوصية لصالح ضم لبنان الى سياسة الممانعة .

في الخلاصة وفق مراد لبنان اليوم امام استحقاقات وخلاصه بالحياد الذي يكفل حريته وتنوعه وميزته كبلد الحوار والتلاقي الحضاري مع الاشارة الى ان “حزب الله” رفض “النأي بالنفس” استطراداَ وهو اليوم يدعو لبنان الى تحييده عن الازمة الاوكرانية من خلال رفضه بيان وزارة الخارجية الاخير الذي اعلن استهجانه للغزو الروسي لأوكرانيا لذا فلبنان مدعو لحياد ايجابي معترف به دوليا وتحميه مظلة الامم المتحدة كي يستمر وطنا للحريات والتنوع.

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال