الثلاثاء 27 شوال 1445 ﻫ - 7 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

حوار الأيام السبعة ضمن البيت الممانع فاقد الشرعية

تترقب الساحة اللبنانية عودة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان المعني بشكل مباشر بحلحلة عقدة انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، وهو الذي جاء تعيينه بعد الإخفاقات التي تعرضت لها طموحات إدارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ، الذي قاد مبادرته بالاتجاه المعاكس لإرادة السياديين المعارضين للثنائي الشيعي بقيادة “حزب الله” الذي استحكم بمفاصل الدولة من رأس الهرم مروراً بمالية الدولة ومرافقها الاقتصادية وحدودها البحرية والبرية، وأحكم قبضته خلال ولاية الرئيس السابق ميشال عون عبر صهره رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير السابق جبران باسيل، ولذا تسعى القوى السيادية لمواجهة انتخابات رئاسية تمدد عبرها ولاية “حزب الله” مع اختلاف لناحية شخصية الرئيس الذي رشحه محور الممانعة، صاحب القناعة بنهج المحور المذكور وهو ما قد يضع المسمار الأخير في نعش الجمهورية وفق مصادر سيادية.

أما الحدث الآخر والذي مازال يدور في حلقة مفرغة فهو الحوار الذي دعا اليه رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، والذي يشترط لقاء النواب حول طاولة حوار لسبعة أيام تعقبه جلسات برلمانية متتالية لانتخاب رئيس، ويبدو ان هناك إصرار على عقده رغم معارضة مكون مسيحي كبير له يتمثل بـ”حزب القوات اللبنانية” و”حزب الكتائب” وعدد من المستقلين السياديين سنة ومسيحيين ، وهو ما عبر عنه نائب كتلة التنمية والتحرير محمد خواجة في وقت سابق الذي اعتبر ان الرئيس بري سيذهب الى احوار اذا توفرت له الأغلبية حتى ولو بقي “حزب القوات وحلفاؤه رافضين”، وهذا الامر سيزيد الوضع تعقيداً مع إصرار المعارضة على موقفها بعدم المشاركة ولو أن بعض الافرقاء “الحزب التقدمي الاشتراكي” وبعض المستقلين وبعض النواب السنة المعتدلين، الا أن المؤكد ان الحوار بين فريق واحد وان ضم بعض من يعارض التصويت لمرشح الحزب الرئاسي سيبقى دون جدوى ، ولا يمكن من خلاله تحقيق أي خرق على صعيد إمكانية إيصال مرشح الثنائي الى سدة الرئاسة، لاسيما مع انكفاء الدعم الفرنسي لترشيحه وفشل تحقيق أي خرق في جدار المعارضين لفرض الثنائي مرشحه.

أما بالنسبة لموقف البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الذي قرأه البعض بمثابة تأييد لمبادرة الرئيس بري، لا بد لهم من مراجعة بيان اجتماع مجلس المطارنة الذي لم يأت على ذكر هذه المبادرة مع الإشارة الى ان البيان لم يخرج بهذه الصيغة دون تأييد ومباركة من البطريرك ، وقد يكون وفق المصدر كلام غبطته قد أتى في سياق ما لا يمكن ان يندرج الا في الاطار والنوايا الأساسية التي طرحها البطريرك ومازال في جميع عظاته الواضحة لناحية التأكيد على سيادة الدولة اللبنانية بكامل أجهزتها على الأراضي اللبنانية وتشديده على اجراء الانتخابات الرئاسية بالاقتراع المفتوح.

وفي الختام يدرك الجميع ان زيارة لودريان لن تحقق أي اختراق على صعيد الملف الرئاسي، كما ان حركة السفير الفرنسي الجديد التي شملت العديد من الأطراف والشخصيات لا بد من ضمها الى أوراق لودريان في ما يتعلق بالملف الذي يحمله.

أما في حال تمكن الرئيس بري من جمع النواب الذي رحبوا بمبادرته في ظل غياب مكون مسيحي كبير وعدد من المستقلين والتغييريين ، ستختلط الأوراق من جديد وتعود الأمور الى نقطة الصفر وحينها سيكون “آخر الدواء الكي” برفع ورقة تعطيل الجلسات ، وبقاء كرسي رئاسة بعبدا فارغاً، مقابل ان تمدد لمحور الممانعة عملية استكمال سيطرته على الجمهورية لـ6 سنوات أخرى.

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال