السبت 25 شوال 1445 ﻫ - 4 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

خروقات امنية في العمق الايراني تستنفذ ابرز قياداتها

تتكرر مشهدية اغتيال شخصيات بارزة في العمق الايراني، وآخرها تلك التي طالت القيادي والذراع الخارجية في “الحرس الثوري” الايراني العقيد حسن صياد خداياري امام منزله. واللافت في هذه العملية، انها حصلت باطلاق النار عليه بشكل مباشر. ويشكّل مقتله نكسة كبيرة تضاف الى تلك التي حصلت يوم مقتل وزير الدفاع لشؤون الابحاث الايرانية ومسؤول الملف الامني والعسكري في البرنامج النووي الايراني العالم “محسن فخري زاده” في تشرين الثاني من العام 2020 .

هذه الاغتيالات تطرح العديد من التساؤلات حول عمق الخرق للساحة الايرانية التي تقبض على مفاصل الدولة، وتمارس القمع بشكل كبير تجاه اي معارض او منتقد للموالين لمرشد الجمهورية علي خامنئي، وكذلك الامر في الساحات الاخرى التي تسيطر عليها اما بشكل مباشر او من خلال اذرعها، حيث تعرض العديد من قياداتها الى الاغتيال وابرزهم قاسم سليماني الذي اعتبر البعض ان اغتياله احدث العديد من التصدعات في مشروع ولاية الفقيه الذي كان يتولى الاخير تنفيذه امنيا انطلاقا من العراق مرورا بسوريا وصولا الى لبنان.

وفي عودة الى القيادات الامنية، والشخصيات الفاعلة التي خسرتها ايران في ساحتها الداخلية وفي العراق وسوريا، لا بد من العودة الى ما رافق هذه الاغتيالات من احداث والوعود بالانتقام التي مازالت مقتصرة على الخطابات التأبينية. وفي هذا الاطار، اكّد الخبير الامني والعسكري العميد “احمد رحال”، في حديث “لصوت بيروت انترناشونال”، انّ هذه العمليات افقدت ايران و”حزب الله” ابرز قياداتها، ومعظمها نجح بسبب الخرق الامني لأجهزتهم.

ويمكن في البداية التطرق الى عملية اغتيال عماد مغنية الذي قام بحوالي 12 عملية تجميل افقد فيها “اسرائيل” السيطرة على عملية تتبعه ومعرفته، ولكنها تمكنت من خرق المنظومة الخاصة بـ”حزب الله”، من خلال العميد السوري “محمد سليمان” وضابط الارتباط بين ايران وسوريا وتحديدًا بشار الاسد في ملف الاسلحة الجرثومية والكيماوية والصواريخ ومفاعل الخبر الذي كان من المقرر ان يتم انشاؤه في دير الزور بالتعاون مع كوريا، بعدما تمكنت من الاستحواذ على المعلومات التي بحوزته من خلال اختراق “الكمبيوتر ” الخاص به خلال زيارته لفرنسا.

وتمكنت من تحديد هوية مغنية وتتبعته اثناء اجتماعه في دمشق، وهذا الامر دفع بايران الى التخلص من سليمان حيث عثر عليه مقتولًا في احد المنتجعات السياحية في اللاذقية، حيث تبين انه قتل على يد قناصة من البحر، وتزامنت مع زيارة الاسد الى ايران ولم يكن من الطاقم المرافق له رغم انه من يتولى الملف بين البلدين .

ويلفت العميد رحال الى ان الخروقات استمرت لاسيما مع مقتل سمير القنطار، الذي اوكل له تشكيل “حزب الله السوري” مع جهاد عماد مغنية حيث اختيرت القنيطرة لهذا الغرض، وتم اغتيالهما مع العميد الايراني محمد علي دادي في عمليات متفرقة واحدهما قتل في منزله في جرمانا.

امّا البارز وفق العميد رحال، فهو الغموض الذي اكتنف مقتل مصطفى بدر الدين قائد سرايا “حزب الله”، والذي يأتي في المرتبة الثانية بعد امين عام الحزب حسن نصر الله حيث تبين انه قتل بصاروخ استهدفه اثناء اجتماع في المقر الزجاجي الموجود بين السيدة زينب ومطار دمشق الدولي، وهو مقر القيادي الاول والاعمق والاخطر لايران وسوريا. واللافت ان مرافقه الذي لا يدخل معه الى هذه الاجتماعات نجا وهو برفقته، لافتاَ الى ان الادعاءات بان “الثوار” هم من قتلوه غير صحيحة لان الاسلحة التي تملكها لا يمكن ان يبلغ مداها ال20 او 30 كلم .

وما يعزز فرضية التصفيات الداخلية مقتل نائب سليماني العميد “حسين همداني” الذي كان من المعارضين للتدخل الروسي في سوريا، كي تبقى منطقة نفوذ ايراني خالص حيث انه في العام 2005 بعد انهيار جبهات “حزب الله” وايران والنظام وباتت منطقة سيطرتهم على بعد اسابيع من السقوط طلبوا تدخل روسيا، وهذا الامر صرح به الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” ووزير خارجيته. واثر تهديد همداني لبشار الاسد عاد الى ايراني وطلب منه الرضوخ لهذا القرار، وبعد مرور يومين على عودته الى سوريا قتل في حادث سير وهذا الامر اثار الكثير من الريبة لاسيما وان همداني ابدى امتعاضه من موافقة ايران على التدخل الروسي.

ويضيف رحال ان سليماني لاحظ ان هناك خرقًا امنيًا كبيرًا لان “اسرائيل” تتمكن دائماَ من قصف الاهداف الحقيقية، في وقت هناك اهداف تضليلية تنشأ للتضليل، وهذا ما دفعه الى اتهام نظام الاسد وبعض الاطراف من “حزب الله”، لاسيما وان الضربات الاسرائيلية تحقق اهدافها ان لناحية استهداف قوافل الاسلحة او مراكز الابحاث العلمية. ولعل اغتيال سليمان يظهر مدى الخرق الكبير لاسيما عند خروجه من سوريا باتجاه العراق حيث رصدت تحركاته من خلال شركة “شام للطيران” التي يملكها رامي مخلوف .

ويختم رحال ليؤكد ان النظام السوري مخترق “حتى العظم”، ومعظم الاغتيالات التي حصلت كانت نتيجة هذا الخرق والتعاون بين بعض المسؤولين السوريين وغير السوريين مع العدو الاسرائيلي الذي مكن “الموساد” من الحصول على 700 قرص مدمج من قلب طهران تحتوي على كل ما يتعلق بالملف النووي ومنظومة القيادة فيه، وكل الاغتيالات التي حصلت تؤكد ان الاختراق ضرب الثلاثي طهران “حزب الله” ونظام الاسد حتى العصب.