الأحد 26 شوال 1445 ﻫ - 5 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

رئاسة الجمهورية في العناية المركزة و"حزب الله" يستعيد لاءاته

بات الفراغ الرئاسي في قصر بعبدا قدراَ تعيشه الجمهورية ، ولعل المرحلة الاقسى كانت في مرحلة تسلم الرئيس السابق ميشال عون السلطة من الرئيس السابق امين الجميل، حينها اختزل “الجنرال” رئاسة الجمهورية والحكومة في شخصه ، ووزع الحقائب الوزارية على المقربين منه ، انقسم البلد على اثرها الى جمهوريتين بحكومتين ،عاش خلالها الشعب اللبنانيين شراسة “حرب الالغاء” بين مكونين مسيحيين خاض الجنرال عون معاركها الاولى ضد “القوات اللبنانية” تحت عنوان “توحيد البندقية” والثانية “حرب التحرير” ضد النظام السوري وجيشه وانتهت بالاخير في المنفى الباريسي في حين اختار رئيس القوات الدكتور سمير جعجع المواجهة وسجن ١١ عاما.

الفراغ الرئاسي اليوم لا يشبه المراحل او المحطات السابقة وفق مصدر متابع للأزمات الرئاسية السابقة، لان التسويات التي كانت قائمة سابقاَ والتي كانت تنهي الفراغ الرئاسي او الحكومي لا يمكن ان تحاك كما في السابق ، بعدما تغير اللاعبون على الساحة وانسحب البعض الآخر ، ولعل الابرز منهم نظام الاسد ووصايته الامنية والعسكرية التي تحكمت بلبنان وجمهوريته لكنه اليوم ترهلت سلطته بعد ثورة الشعب عليه واضحى قراره مرهونا في طهران وموسكو.

اما على الصعيد الداخلي ، فالتغييرات التي افرزتها الانتخابات النيابية أطاحت بقرارات التفرد التي كان يتحكم فيها محور الممانعة الذي اصطف الى جانبه “التيار العوني” ورسخ علاقته به من خلال ما عرف ب”تفاهم مارمخايل”، لكن المفارقة ان رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير السابق جبران باسيل الذي كان يتربع على أكبر كتلة مسيحية ، بات بعد الانتخابات المذكورة اعلاه ، شريكاَ مع الاحزاب المسيحية الاخرى ولم يعد بمقدوره قطف الثمار في مراكز الدولة ودعم حليفه “حزب الله” في استكمال مشروعه بالسيطرة على سياسة الدولة في الداخل والخارج بشكل كامل ، وزاد من هزيمته عندما ترك لمصيره اثر انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون ، وتبني “الثنائي” ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجيه ، حينها بدأ بممارسة الترهيب والترغيب تجاه حليفه الى ان وجد مخرجا يزيد فيه منسوب الضغط على الحزب بوقوفه ضمن صفوف المعارضة ،بتبني ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور.

رغم المحاولات التي قام بها باسيل لابتزاز حليفه الا انه أيقن أن “مرجوعه” الى حارة حريك ، حيث عاد للاستدارة باتجاهها مع فشل الجلسة الاخيرة لمجلس النواب بايصال اي مرشح ، وبدأ خوض معركة حليفه في الدفع باتجاه الحوار بالتوازي مع دعوة الثنائي له ، ورغم رفض المعارضة لهذا الطرح الا ان المحور اصر على مطلبه مدعوماَ من الراعي الفرنسي ، الى ان فشلت مساعي الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون رغم اختياره للدبلوماسي العتيق جان ايف لودريان وانتهى بهم المطاف الى طاولة خماسية حددت بنوداَ لا يمكن تجاوزها.

اليوم عاد “حزب الله” الى رفع سقف خطابه وغاب “الحوار” عن مواقف قياداته الاساسية ، وآخرها كلام رئيس “كتلة الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد الذي أعاد التذكير بلاءات الحزب لاسيما اعتباره من يدعمه الحزب يأتي بضمانتهم ، كما عاد ليذكر بعبارة “التورع عن طعن المقاومة في ظهرها” .
اما اللافت فهو اشارة رعد الى ان “هناك بعض من اللبنانيين يفكر بالرهان على قوى سبق ان مد اليد اليها وتعاون معها واجتاحت لبنان” ، وهو بذلك وضع المعارضين لطرح حزبهم في اطار “العمالة” للخارج . ويختم المصدر كلامه بالاشارة الى ان عودة السخونة الى مواقف الحزب مبنية على تعثر مسارات الاتفاق السعودي – الايراني الذي تشمل اليمن وسوريا يضاف اليها تحركات القوات الاميركية في سوريا والتهديدات الاسرائيلية المباشرة ، التي قد تبقى ضمن اطار التهديدات للضغط على الراعي الايراني وقد تتحول الى حقيقة على ارض الواقع خلال الاسابيع القادمة .