الخميس 23 شوال 1445 ﻫ - 2 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

ربيع طهران سيثمر في الشرق الاوسط والخليج العربي

لا يختلف اي محلل او قارىء للاحداث الايرانية، عن أن ما يجري في ايران منذ حوالي 40 يوماَ، اقدم ما سمي بشرطة الاخلاق على اعتقال الفتاة الايرانية الكردية مهسا أميني التي لاقت حتفها تحت التعذيب، رغم الحملات الدعائية للنظام حول وضعها الصحي.

ما يوحي بأن الحادثة كان لها تأثيراَ كبيراَ على أجهزة القمع الايراني، بعدما بدأت قبضته الحديدية تضعف على وقع التظاهرات، لاسيما النسائية منها تعبيراَ عن رفضهم لممارسات السلطة القمعية لحرية الرأي والتعبير وفرض أنظمة وقوانين تحت شعارات دينية ابتدعت، في سبيل ابقاء هيمنة نظام الامام الخميني الذي هبط على طهران من منفاه الباريسي، بعدما اقتضت حاجة اجندات بعض الدول اعادته الى ايران وليس نتيجة قيادته المظاهرات في الداخل الايراني وفق مصادر مراقبة لمسار ما سمي ثورة الامام الخميني.

الثورة التي قادها الخميني نصبت نفسها حامية للمسلمين والمستضعفين في العالم، الا انها حصدت خلال اربعين عاماَ، عداء نسبة كبيرة من المسلمين في البقعة الجغرافية التي تعتبر مهد الاسلام بعد تدخلها في شؤونهم الداخلية واختراق سيادتهم، من خلال تحريض بعض المعارضين لهذه الانظمة على افتعال احداث امنية دمرت هيكلية العديد من الدول ومؤسساتها الدستورية وفرض هيمنتها على قراراتها ومقدراتها، اليمن وسوريا المثال الفاقع لهذا التدخل الذي دخل تحت ذريعة محاربة الارهاب، لاسيما في سوريا بتوكيل من رأس الجمهورية الذي اراد المحافظة على كرسي الرئاسة الذي ورثه عن والده الرئيس حافظ الاسد، فكانت النتائج تهجير الشعب السوري خارج ارضه والالاف من الضحايا الابرياء جريمتهم انهم ثاروا على نظام ظالم.

ويتابع المصدر اما في لبنان فليس لطهران حلفاء ،انما شخصيات تحمل فكر الخميني وتعتبره مرجعيتها، وهي بذلك تخرج عن بنود الدستور الذي يرعى العلاقات داخل الجمهورية اللبنانية التي تتمتع باستقلال معترف به دولياَ ولا يمكن ان تكون ولاية تابعة لجمهورية الخميني، ولا يمكن لاي فريق أن يأخذها في هذا الاتجاه وهي التي تضمن حرية ممارسة الشعائر فكيف اذا كانت تضم اكثر من 18 طائفة ونموذجاَ للعديد من الدول في هذا التنوع.

لبنان لا يمكن ان يخرج عن هذه الثوابت التي دفع اللبنانيون دماءهم ثمنها، كي توظف في مشاريع تخرج عن اطار الدولة، لتنتظم في اطار طائفي مذهبي، ظاهره تحرير فلسطين التي مازال شعبها يتخبط منفرداَ، في حين ان التجارة بقضيته فتحت الابواب للتمسك بالسلاح وتحظير المساس به واعتباره من المقدسات، في وقت يوظف كأداة ترهيب لاكمال السيطرة على الدولة اللبنانية من قبل “حزب الله” الذي يفرض معادلته على معادلة الجيش الوطني والدعوة الى الاقتداء بايران.

ويختم المصدر لافتاَ الى ان ما يجري في ايران من مظاهرات واعمال عنف في مواجهة الشعب الايراني المنتفض رغم الضحايا التي سقطت منذ مقتل مهسا اميني والتي تجاوز عددها ال300 اضافة الى المعتقلين ورغم محاولات القمع التي يمارسها الامن الايراني، الا ان توسع رقعة المظاهرات بات يهدد نظام الملالي، وان استطاع اخمادها فايران ما قبل مقتل اميني ليس كما بعده، وسيكون لهذه التظاهرات انعكاساتها على الانفلاش الايراني في الدول التي تدخلت فيها عسكريا ،بشكل مباشر ام من خلال اذرعه وهذا ما سيدفع بنظام الخامنئي الى الانكفاء الى الداخل لمنع تصدع نظامه، وبذلك سيفقد الكثير من اوراقه التي حاول لعبها خارج ساحته.

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال