الجمعة 17 شوال 1445 ﻫ - 26 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

رسائل استراتيجية متعددة الى الداخل اللبناني من الغارات الأميركية على "كتائب حزب الله" العراقي

سلسلة غارات شنتها القوات الاميركية يوم الاحد الماضي ضد 5 منشآت تابعة لـ “كتائب حزب الله” في العراق، منها مخازن أسلحة ومواقع للقيادة والسيطرة، اسفرت عن 25 قتيلاً بينهم معاون آمر اللواء 45، وذلك ردا على استهداف قاعدة عسكرية لها في كركوك، ما أدى إلى مقتل مواطن أميركي.

وذلك تزامنا مع استمرار الاحتجاجات الشعبية التي تشهدها العاصمة بغداد وغالبية مدن الجنوب و المطالبة ب”تفكيك النظام” السياسي الموالي لايران.

وزير الدفاع الاميركي مارك اسبر، اعلن أن الضربات ضد قواعد كتائب حزب الله (وهو أحد أبرز الفصائل الموالية لايران في الحشد الشعبي) كانت “ناجحة”. ولم يستبعد خطوات اخرى “اذا لزم الأمر من أجل أن نعمل للدفاع عن النفس وردع الميليشيات او إيران” من ارتكاب اعمال معادية، مؤكداً انه ناقش، في وقت سابق مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، “خيارات أخرى مطروحة”، بعد وقوع 11 هجوماً صاروخياً خلال الشهرين الماضيين ضد المصالح الأميركية في العراق، وقد أشارت مصادر أميركية بأصابع الاتهام إلى كتائب حزب الله، معتبرة فصائل الحشد الشعبي الموالية لإيران مصدر تهديد أكبر من الذي تشكله الخلايا النائمة لتنظيم الدولة الإسلامية.

وبعد الضربات الاميركية سارعت ايران وأطراف عراقية عدة منها رئيس حكومة تصريف الأعمال عادل عبد المهدي الى ادانة الهجوم، حيث اعتبره الاخير انتهاكا للسيادة العراقية، في حين وصفته طهران بـ”الإرهابي”، فيما هدد الحشد الشعبي بالمواجهة والرد بشكل قاسيا على الهجوم الأميركي، حيث قال القيادي في الحشد الشعبي، أبو مهدي المهندس، أن الرد على القوات الأميركية في العراق بعد هذا الهجوم سيكون “قاسيا جدا”، فيما أعلنت كتائب حزب الله عن حالة استنفار في صفوف قواتها، وقالت “المعركة مع أميركا مفتوحة على كل الاحتمالات ولا خيار سوى المواجهة” وفي بيروت، أعرب حزب الله اللبناني استنكاره لما وصفه بـ”عدوان أميركي وحشي وغادر”، معتبراً أنه “اعتداء سافر على سيادة العراق وأمنه واستقراره وعلى الشعب العراقي”.

اضاءت الضربات الاميركية من جديد على “كتائب حزب الله” في العراق التي اسسها سنة 2007 أبو مهدي المهندس( مستشار قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني)، بعدما فك ارتباطه بمنظمة بدر، وذلك لدعم نفوذ طهران هناك، ما دفع الولايات المتحدة الى فرض عقوبات مالية عليها وعلى قائدها، وادراجها على القائمة السوداء، لاعتبارهما يشكلان خطرا أمنيا في العراق، وبحسب تقرير نشرته واشنطن سنة 2015 فإن هذه الكتائب تلقت تدريبات متقدمة، وزودت بمعدات أكثر تطورا من الميليشيات الأخرى المدعومة من إيران، وهي تتمتع بعلاقات وثيقة مع “الوحدة 3800” التابعة لحزب الله اللبناني الذي له اليد الطولى في تدريب عناصرها على حرب العصابات واستخدام المتفجرات، مع العلم ان هذه الكتائب كانت اولى الميليشيات المدعومة من إيران التي انضمت للقتال في سوريا.

و تؤكد معلومات استخباراتية عراقية أن ايران تمكنت من بناء ترسانة من الصواريخ الباليستية قصيرة المدى في العراق، كما مدّ الحرس الثوري الإيراني كتائب حزب الله بصواريخ ومنصات إطلاق لاستهداف القواعد والمواقع العسكرية في العراق متى حددت إيران ذلك، وهو ما أكده رئيس أركان الجيش الإسرائيلي “افيف كوخافي” خلال حفل تكريم رئيس الأركان السابق” أمنون ليبكين شاحاك” بأن الحرس الثوري ينقل أسلحة متقدمة للعراق بشكل شهري”.

رسائل عدة وجهتها واشنطن لعدة اطراف من خلال الضربة الجوية على مواقع “كتائب حزب الله” العراقي، اولها الى فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني وقائده قاسم سليماني، فحواها ان الرد الاميركي سيكون سريعاً ضد أي عمل عسكري للأذرع الإيرانية في أي منطقة بالشرق الأوسط، اما الرسالة الثانية فإلى حزب الله اللبناني مفادها ان اميركا تراقب طريق إمداده بالصواريخ عبر الحدود العراقية السورية، وأنه ليس بعيداً عن الضربات الاميركية، وبالامكان ان تقدم على خطوة مماثلة تجاهه وفي عقر داره كتلك التي تلقتها” كتائب حزب الله” حين تدعوها الحاجة الى ذلك، والرسالة الثالثة إلى العراق ولبنان بأن اميركا لاعب اساسي في مرحلة تشكيل الحكومات في البلدين، اما الرسالة الرابعة فإلى سوريا بأن اميركا ليست بعيدة عن التدخل في المعركة التي تشن على إدلب، الرسالة الخامسة الى روسيا بأن انسحابها المحدود من سوريا لا يعني أنها أخلت الساحة لها في الشرق الاوسط، بل هي حاضرة لمواجهتها ومحور المقاومة حين تدعو الحاجة، كذلك حملت الضربة في طياتها رسالة ثلاثية الى ايران وروسيا والصين رداً على المناورات التي اجرتها تلك الدول في عمان بأن اميركا لا تزال تحافظ على موقعها في الشرق الاوسط… وبالتأكيد أميركا أثبتت وجودها وهي في مرحلة انتظار الردود.