الجمعة 9 ذو القعدة 1445 ﻫ - 17 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

رفيق الحريري الحاضر الغائب في يومياتنا

“لا احد اكبر من بلده” عبارة طالما قالها وكررها الرئيس الشهيد رفيق الحريري لأنه كان يؤمن بموقع واهمية وطنه وبقدرة شعبه على النهوض، ولكن يد الاجرام كانت له بالمرصاد خوفا من ايمانه بإمكانية بناء الدولة والمؤسسات، ورفضه لمنطق الدويلات والانقسامات، لذلك صدر امر اغتياله ليُقتل الوطن ومعه المستقبل، لأنه كان حقا رجلا بحجم الوطن، لذلك حاربوه فقتلوه.

رفيق الحريري، الرجل الاستثنائي بكل ما للكلمة من معنى، لذلك فإن الكلمات والعبارات تعجز عن وصفه، وسرد خصاله لأنها تتوه في بحر مشروعه، واتساع رؤياه ومسيرته البنيوية من خلال طموحه الابعد من المدى، لذلك قام بكل ما يمكن لبناء الحجر تزامنا مع بنائه للبشر ساعيا لتعليم اكبر عدد من الشباب اللبناني من اجل ان يكون للوطن مجتمعا مثقفا ومتطورا.

رفيق الحريري، الرجل الإنساني الخفيف الظل السريع البديهة، المتفائل دائما بغد افضل، كان الاب والاخ والصديق، رجل الحوار والانفتاح والمنطق، كان يعلم ماذا يدور حوله، كان يسأل عن احوال القريب والبعيد، كان المتابع لأدق التفاصيل، كان يعرف الصادق من المراوغ والمحب من العدو، هو المتسامح المتفاني في عمله يصل ليله بنهاره من خلال امتلاكه قدرة فكرية وجسدية غير عادية، فهو مستعد لعقد سلسلة من الاجتماعات واللقاءات المختلفة الاتجاهات خلال نهاره الطويل دون اي تعب او ملل او كلل، فالأولوية كانت لديه خدمة وطنه وشعبه، كان همه دائما كيفية تأمين الأفضل، كان حلمه اكبر واوسع واشمل من البلد.

رفيق الحريري، تعلمنا منه الكثير، فكان المثل والمثال، علمنا حب الوطن والتضحية من اجله، علمنا التحاور مع الاخر والانفتاح، علمنا وجوب ان نحفظ وننشد النشيد الوطني بكل فخر واعتزاز مرفوعين الراس.

رفيق الحريري، هذا الرجل الحالم رفع اسم لبنان عاليا في كل عواصم العالم، فهو الملك بين الملوك، والأمير بين الامراء، والرئيس بين الرؤساء، هكذا كان يُستقبل وهكذا كان يُعامل، حاول استثمار كل علاقاته وصداقاته لما فيه مصلحة بلده، كان ماهرا في الاقناع ساحرا في شخصيته محبا لوطنه.

18عاما مضت على اغتيال الوطن والامل والمستقبل، وجرحنا لم ولن يلتئم، ماذا نقول لك يا دولة الرئيس، بعدما اغتالوك وقتلوا حلمك وحلمنا بأن يكون لنا وطنا حضاريا متطورا متقدما يضاهي اهم واجمل الدول، هل نخبرك بأننا بتنا من اتعس الشعوب وافقرها بغيابك، واصبح همنا تأمين جواز سفره للهجرة حتى باتجاه المجهول.

دولة الرئيس، بغيابك اوصلونا الى جهنم وهدمت كل انجازاتك، فلم يعد لدينا كهرباء ولا بنى تحتية، ولا حتى ادنى وسائل العيش، ولم يعد لبنان مستشفى الشرق وجامعته ومصرفه، حتى القضاء ملاذ اللبنانيين بات منقسما تتحكم به مصالح السياسيين، اما أولادنا فلذات اكبادنا ومستقبل البلد لم يعد لهم مكان في وطن مخطوف مظلوم منهار.

فالأمل انكسر والمستقبل ضاع، الوطن الذي احببته حتى الشهادة يصارع الموت، والعاصمة الاحب الى قلبك بيروت عبثت فيها ايادي الغدر والحقد وباتت اليوم يتيمة متروكة حزينة، فقدت رونقها وجمالها وباتت كهلة تعيسة مظلمة.

رفيق الحريري، مهما طال الغياب ستبقى دائما ذلك الحلم الجميل، وحبك سيستمر محفوراً في قلبنا المكسور، فالتاريخ سيذكر انجازاتك وعظمتك، ووعدنا لك اننا لن ننساك وسنحدث أولادنا وأحفادنا عن عصر ذهبي مرّ على لبنان كنت انت بطله.

دولة الرئيس، كم نحن اليوم بحاجة لان تكون معنا لنتكئ عليك ونرتاح، وكيف لا وانت الحريف في افتراح الحلول وخلق فرص الإنقاذ.

دولة الرئيس اشتقنالك………اشتقنالك……

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال