الجمعة 19 رمضان 1445 ﻫ - 29 مارس 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

شمخاني "الوكيل" المعتمد من النظام في إيران لتنفيذ بنود الاتفاق مع المملكة

من يراقب حركة الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، الذي تولى المفاوضات مع الجانب السعودي وتوّج بتوقيع الطرفين بمسعى من الراعي الصيني، ضمن بنود صنفت بالعريضة، وبالطبع لم يتم الكشف عن التفاصيل التي ستظهر تباعًا على أرض الواقع والرقعة الجغرافية التي ستطالها، لا سيما وأنها ركزت على عدم التدخل بشؤون الدول.

مما لا شك فيها أن عملية الترحيب بهذا الاتفاق ترافقت مع العديد من المواقف الإيجابية، توّجتها طهران وانسحبت فيما بعد على الميليشيات التابعة لها في العواصم التي يملك فيها النظام الإيراني السيطرة العسكرية والسياسية فيها، كما يمكن رصد النتائج بشكل واضح التي أتت بداية من الجانب الإيراني إن على صعيد اليمن، من خلال ما نقلته صحيفة “وول ستريت جورنال” عن مسؤولين أميركيين وسعوديين لناحية “موافقة طهران وقف إرسال شحنات الأسلحة إلى حلفائها الحوثيين في اليمن”، رغم نفي المسؤولين الإيرانيين لتدخلاتهم، إن على صعيد تزويد الحوثيين بالأسلحة أو المشاركة في تدريب عناصرهم، رغم الإعلان الأميركي عن ضبط شحنات أسلحة إيرانية متوجهة إلى مناطق نفوذ الحوثيين .

أما البارز في تحرك شمخاني، الزيارات التي قام بها لعدة دول وعلى رأسها الإمارات العربية المتحدة والعراق فيما بعد، حيث كان لافتًا تصريح وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان من خلال تغريدة على منصته الخاصة، حين أكد أن زيارة شمخاني إلى الامارات والعراق تتم في اطإار العلاقات الأمنية القائمة، أرفقها بتوضيح لناحية حضور ممثل الخارجية إلى جانب شمخاني نافيًا وجود أي خلاف.

إلّا أنّ بعض المراقبين والمتابعين للسياسة الإيرانية يرى أنها تحمل وجهتي نظر، الأولى تدخل في إطار المناورة التي تعتبر من أسس السياسة الإيرانية لنظام الإمام الخامنئي، والثانية قد تحمل في طياتها تنفيذ البنود غير المعلنة في الاتفاق التي تتعلق بالانتشار الإيراني العسكري إلى جانب الميليشيات في اليمن وسوريا ولبنان والعراق. وهذا الأمر يترجم زيارة شمخاني للعراق التي غلب عليها في الظاهر، الطابع الأمني لناحية التنسيق بين البلدين لحماية الحدود المشتركة، أم أن هناك “قطبًا مخفيّة” تتعلق بضبط حركة “الحشد الشعبي” والميليشيات الموالية لطهران في الساحة العراقية الذي كان منوطًا بقائد “الحرس الثوري الايراني” اسماعيل قاآني الغائب عن الساحة، الأمر الذي يطرح العديد من علامات الاستفهام؟ّ!

ويتابع المصدر، في موازاة تحرك شمخاني لا بد من الإضاءة على الموقف الإيراني لناحية إبراز ما تم تحقيقه والخطوات المقبلة، لناحية التواصل مع المملكة العربية السعودية قبل الإعلان عنها عبر القنوات الرسمية، وآخرها إعلان المسؤولين الإيرانيين عن زيارة قد يقوم بها الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي للمملكة العربية السعودية، تلبية للدعوة التي تلقاها من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، وعلى لسان محمد جمشيدي مساعد الشؤون السياسية لمكتب رئيسي، في وقت أعلن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان عن اتفاق على اجتماع مقبل لوزيري خارجيتهما. في الختام، مما لا شك فيه أن ما بعد الاتفاق السعودي – الإيراني ليس كما قبله، بمعزل عن تنفيذ بنوده من عدمها.