الجمعة 17 شوال 1445 ﻫ - 26 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

صحوة "حزب الله" وسحب "وكالة التفاوض البحري" من الدولة

سلم امين عام “حزب الله” حسن نصر الله اوراق التفاوض على الحدود البحرية جنوبا للدولة اللبنانية ونفض يديه منها في خطاب له عام 2020 حيث اكد ان “المقاومة تلتزم بما تحدده الدولة في موضوع الترسيم … وان الرئيس ميشال عون هو من يدير ملف التفاوض” في حين اعتبر في خطاب آخر في العام 2021 ان “المقاومة سوف تتصرف عندما تجد أن نفط لبنان وغاز لبنان -ولو في المنطقة المتنازع عليها- في دائرة الخطر” وفق مصدر خاص “لصوت بيروت انترناشونال”.

ويضيف المصدر ان الازدواجية والتباين في مواقف “حزب الله” لناحية الترسيم استمرت ففي الوقت الذي اعلن فيه رئيس الجمهورية العماد ميشال التنازل عن الخط 29 الذي يحصّل للبنان 1430 كلم مربّعاً إضافية من حقوقه في المياه الاقليمية والاكتفاء بخط الـ 23 كخط للتفاوض اتته جرعة دعم من امين عام “حزب الله” حسن نصر الله حين اكد انه يقف وراء الدولة في مسألة ترسيم الحدود مع إسرائيل.

البارحة انقلبت الامور وعادت الى المربع الذي رسمه نصر الله في العام 2021 من خلال كلام رئيس “كتلة الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد الذي اعتبر ان “الاميركي الوسيط في التنقيب عن الغاز في لبنان جاء الى لبنان في الايام الماضية للعب دور الثعلب في قسمة الجبنة بين المتخاصمين “مهدداً بالقول “ليعلم العدو ومن يتواصل معه وسيطا وغير وسيط ان الاسرائيلي لن يتمكن من التنقيب عن الغاز في جوارنا ما لم ننقب نحن عن الغاز ونستثمره كما نريد و”ليبلطوا البحر”.

هذا الكلام الذي عبر عنه رعد في توقيت حرج لناحية غياب الولايات المتحدة الراعي الاساسي لهذه المفاوضات يقطع الشك باليقين ان “حزب الله” وجد الفرصة ليسحب الوكالة من الدولة اللبنانية وهذا الامر يدفعنا الى السؤال عن حصرية القرارات المصيرية بالسلطات الرسمية وان كان التصريح الاخير لرئيس الجمهورية اعتبر تنازلا الا ان موقف “حزب الله” في هذه المرحلة قد يكون له ابعاداَ تتخطى الداخل اللبناني ولا يمكن ربطها بموقف الرئيس عون الاخير وستكون الورقة التي تستحضرها ايران عشية استئناف مفاوضات فيينا والتي تتهيأ لها بعد غياب روسيا الفاعل عن المشهد والذي تجلى من خلال تغريدات المتحدث باسم الخارجية الايرانية سعيد خطيب زاده الذي اعتبر ان “الجميع لديه خطة ثانية ” واصفا خطة الولايات المتحدة “ب” بالفارغة وان بلاده “لن تصبر الى الابد” وهذا الامر يدلل على ان الامور قد تتجه الى مسارات تصعيدية من خلال اذرعها بوسائل متعددة وقد تكون ورقة ترسيم الحدود البحرية هي بداية الغيث كونها تضغط على “اسرائيل” مع اقتراب باخرة سنغافورة من سواحل حيفا لبدء اعمال استخراج النفط وما يترتب عنه في حال لم يتم التوصل الى اتفاق ينهي النزاع مع السلطات اللبنانية كما انه من المعروف ان الجمهورية الاسلامية التي تستنفذ 4 سنوات لـ”رتي” سجادة قد تكون تعول على ما تؤول اليه الاحداث في اوكرانيا لتوظيفه في فيينا وهنا يبدو ان قدر لبنان الانتظار.

وينهي المصدر اما بالنسبة لموقف الدولة اللبنانية والذي عبر عنه الرئيس عون فان حكاية الترسيم في ايدي فريق المستشارين في القصر تغيرت وجهة استعمالها وشكلها وبات الخط مطاطيا والاهداف انحرفت عن مسارها لتتحول الى عروض امام الادارة الاميركية لفك اسر جبران باسيل من قيود “ماغينسكي” القابضة على الاعناق وباتت ورقة تجاذب وتناتش بين الحلفاء كل وفق اجندته وعندها ستتطاير الخرائط بين “قانا” و”كاريش” والتي لم يجف حبرها ويختفي البعض الآخر كما حصل بالرسالة التي قدمتها سفيرة لبنان الى الامم المتحدة امل مدللي وللبحث صلة.