الأحد 26 شوال 1445 ﻫ - 5 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

طموحات باسيل انزلقت عند منعطف الكحالة

لا شك وفق عدد من المراقبين أن حادثة الكحالة اصابت رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير السابق جبران باسيل منه مقتلا، لكن تزامن الحادثة مع الافراج عن تقرير شركة “الفاريز.أن.مرسال” المكلفة من الحكومة اللبنانية شكل طوق نجاة له بعدما تظهرت لائحة الأسماء التي استفادت من الدعم المالي لحاكمية مصرف لبنان بما يفوق الـ 100.000 $ وهي بذلك شكلت الورقة الرابحة الوحيدة، التي مازال بإمكانه رفعها لتحقيق بعض المكاسب الشعبية، كونها تضع الاصبع على الجرح لكل لبناني فقد ودائعه في المصارف اللبنانية، مع الإشارة الى ان هناك شكوكاً حول أسماء أخرى لم تدرج في هذه اللائحة فهل سيكون هناك ملاحق للتقرير، ام انها ستكون جزءاً من صفقات وابتزاز سياسي يطرحه توقيت الافراج عن التقرير.

حادثة الكحالة وتقرير شركة “الفاريز” طغتا على المشهد السياسي الرئيسي والضروري لاستقامة واستعادة مشهدية الدولة بكامل اركانها ، لناحية انتخاب رئيس للجمهورية ، بعدما اعطيت الاطراف فترة سماح تنتهي في ايلول مع عودة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان .

مصدر متابع للتداعيات التي خلفتها حادثة الكحالة لناحية ردود فعل قيادات الأحزاب التي رفعت من سقف المواجهة مع “حزب الله” وسلاحه، وضعت “التيار الوطني الحر” في دائرة الاتهام المباشر لمساهمته في تثبيت قبضة على مقدرات الدولة وسلطتها واعطائه وكالة في قرار الحرب والسلم واسكات الأصوات المعارضة لتحركاته العسكرية والسياسية والمالية فكيف اذا كانت تتعلق بالموقع المسيحي الأول الذي اختار الثنائي مرشحه الطبيعي الوزير السابق سليمان فرنجية، من خلال اعلان دعمه قبل ان يعلن الأخير ترشحه رسميا، لاسيما وانه يشكل شخصية يأتمنها الحزب على حصرية “مقاومته ” وسلاحها في مواجهة إسرائيل.

يرى المصدر ان التقدم الذي احرزه رئيس التيار الوطني الحر” مع حليفه “حزب الله” بعد عودة الحرارة الى علاقتهما مع اخفاق المجلس في انتخاب رئيس الجمهورية في جلسة 14 حزيران ورمي باسيل لورقة ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور، سحب من جعبته شروطاً تعيده الى مربع حارة حريك، وبينما كان بانتظار الأجوبة التي سيملأ من خلالها الأوراق البيضاء لصالح فرنجية، جاءت حادثة الكحالة لتشكل منزلقاً يؤخر انعطافته باتجاه “حزب الله”.

ومن خلال الهدوء الذي سيطر على جبهة التراشق بين بعض مناصري التيار و”حزب الله”، بعد تدخل الرئيس السابق ميشال عون بتغريدة على منصة “X” التي اعتبر فيها انه “كاد التحريض والاستثمار ان يجعلا منها مدخلاًَ لفتنة” ومشدداً على التهدئة ومد جسور الثقة ” وهذا ما اعتبره المصدر محاولة لاستكمال الحوار مع “حزب الله” للوصول الى تسوية شاملة معه تعيد العلاقة بينهما الى سقف قاعة كنيسة مار مخايل ، الا ان المواقف الشاجنة لحادثة الكحالة مازالت على وتيرتها فكيف اذا كانت على لسان البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، الذي عبر بشكل واضح عن رفض السلاح الذي لا يكون تحت لواء الدولة حين اعتبر في عظته “انه لا يمكن العيش على ارض واحدة فيها اكثر من دولة وأكثر من جيش وأكثر من سلطة وأكثر من سيادة “.

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال