الأحد 26 شوال 1445 ﻫ - 5 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

قمة تاريخية في النقب ترسم لمرحلة جديدة من العلاقات الدولية

يبدو ان خارطة عالمية جديدة بدأت ترتسم معالمها في الافق من خلال تسجيل تحركات لافته دوليا واقليميا حتى قبل ابرام الاتفاق النووي الايراني وانتهاء الحرب الروسية-الاوكرانية، والبارز كان انعقاد القمة التاريخية في النقب امس الاثنين والتي جمعت المسؤولين العرب والإسرائيليين والأمريكيين معا ولأول مرة في صحراء النقب من خلال حضور وزراء خارجية الولايات المتحدة، الإمارات العربية، مصر، البحرين، المغرب وإسرائيل وهي تناولت المفاوضات لإحياء الاتفاق النووي مع إيران وتبعات الغزو الروسي لأوكرانيا.

وفي هذا الاطار يقرأ مصدر سياسي ديبلوماسي رفيع “لصوت بيروت انترناشيونال”في المستجدات الحاصلة ويقول:” من المؤكد ان العالم يسير في منحى جديد، ولكن من المبكر جدا توقع ما ستؤول اليه التكتلات او التحالفات واذا ما كانت ستتخذ صفة الديمومة والاستمرار ام ستكون مجرد تحركات ظرفية تحكمها حسابات معينة.”

المصدر يدعو الى انتظار المرحلة المقبلة بإعتبار ان العالم كله يتبدل وليست منطقة الشرق الاوسط فقط، ويرى انه بعدما بدأت سياسة الاقطاب المتصارعة تسجل تراجعا لمصلحة تحالفات متبدلة في المناطق، عاد العالم ليكون معسكرين بمواجهة بعضهما البعض بسبب الاجتياح الروسي لاوكرانيا من خلال الصراع بين القوتين العظمتين الولايات المتحدة وحلفائها من جهة، وروسيا وحلفائها من جهة اخرى.

ويأسف المصدر للفراغ الذي يعاني منه العالم العربي بسبب غياب النظام الاقليمي والعمل المشترك العربي ، وتلفت الى انه ونتيجة خوف بعض الدول الخليجية من تخلي الولايات المتحدة الاميركية عنها عمدت الى الانفتاح على روسيا كما اقامت تحالفا مع اسرائيل لحماية انفسها من ايران وهذا ما فعلته على سبيل المثال الامارات العربية المتحدة حتى انها ولاول مرة لم تصوت ضد روسيا في مجلس الامن.

من هنا يشير المصدر الى انه ليس هناك من تحالف ثابت في هذه المرحلة ولكن في الموازاة يسجل انفتاحا عربيا على ايران مما يعني انه اذا تم الوصول الى اتفاق في فيينا فإنه من الممكن ان تزول الخصومة مع دول الخليج لذلك فإن السياسة الحالية هي ظرفية يسيطر عليها التكتيك اكثر من الاستراتيجية .

وحول انعكاس ما يجري دوليا واقليميا على الوضع اللبناني يلفت المصدر الى ان المشاكل التي يتخبط بها لبنان اصبحت كبيرة لدرجة انه يشغل نفسه بنفسه وهو يتأثر دائما بالاسوء خصوصا في ظل التخلي العربي عنه والاسباب معروفة، وما نشهده هو تعاطف تجاهه من قبل الجامعة العربية وبعض الدول كمصر والاردن، اما بالنسبة الى دول الخليج فرغم انكسار الجليد معه فإن عودة العلاقات الى طبيعتها تحتاج الى وقت والاتصالات لم تنضج بعد.

ويقول المصدر :”السؤال المطروح هو في حال تم التوصل الى اتفاق في فيينا وحصل تقارب سعودي-ايراني حقيقي فهل سيخف تدخل ايران في المنطقة ام سيتطور؟ خصوصا انه في العام 2015 وعلى اثر التقدم الذي سجل في الاتفاق النووي كان من المتوقع ان تكون السياسة الايرانية اكثر اعتدالا ومسؤولية في الاقليم والمنطقة، ولكن هذا الامر لم يحصل منذ ذلك التاريخ بذريعة أن الرئيس الاميركي الاسبق دونالد ترامب مارس عليها طوال فترة حكمه سياسة الضغط الاقصى، لذلك كانت ايران تعتبر نفسها في موقع الدفاع في اليمن والعراق وسوريا مع العلم ان الحجة اصبحت ضعيفة”.

ويشير المصدر ان اي حسابات تغيرية في المنطقة لكي تستقر وقادرة على ان تستمر تحتاج الى وقت لكي يظهر انعكاسها على لبنان، لا سيما ان ايران تُعتبر قوة اقليمية رئيسية ولديها دور فاعل في المنطقة، اما بالنسبة الى روسيا فهي دولة غير اقليمية ولكنها كانت تُعتبر مؤثرة وحاليا هي منشغلة بحربها ولكن الاكيد انه اصبح لها علاقات جيدة مع بعض الدول العربية.

وفي النهاية علينا ان ننتظر ونرى ما ستحمله الايام المقبلة في حال تم توقيع الاتفاق النووي وكيف ستكون انعكاساته والحلول على العالم والمنطقة بشكل عام ولبنان بشكل خاص.

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال